[أبيات الحكمة]
يقول صلى الله عليه وسلم: {إن من الشعر لحكمة} يقول المتنبي في الحكمة:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم
أنا أشرح هذا البيت، العاقل الخائف من الله، مستقيم، يصلي ويخاف من عدم الخشوع في الصلاة، يذكر الله ويخاف ألا يقبل منه، يعبد الله ويخاف من الرياء، يتصدق ويخاف من الناس، يستقيم ويخاف من النار، ويبكي في الندوات وفي الدروس وفي المحاضرات، ويقول: أعوذ بالله من عذاب النار، ويقول: ربنا اصرف عنا عذاب جهنم.
بينما الفاجر تجده في الشقاوة ينعم، بيده كأس الخمر، والمجلة الساقطة، والأغنية، والكيرم، والبلوت، يسهر في المقاهي إلى الثالثة ليلاً، بعيد عن الله ويضحك، حتى إذا قلت لذاك المؤمن: يا عبد الله اسمع إلى قوله سبحانه وتعالى: (حم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ} [غافر:١ - ٣] قال: لا إله إلا الله! الله المستعان! اللهم اغفر لنا وارحمنا، لكن اقرأها على هذا الشقي فسيقول: الله غفور رحيم، والله سبحانه وتعالى لا يؤاخذنا بأعمالنا، ونحن أحسن من الكفار، ويقول: أنا قد سافرت إلى أمريكا، ونحن أحسن منهم، فهو ينظر دائماً إلى أقل منه في الأعمال الصالحة:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
ويقول المتنبي:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم
وعادى محبيه بقول عداته فأصبح في ليل من الشك مظلمٍ
يقول: إذا ساء فعل المرء، ساءت ظنونه في الناس، والسارق يظن أن الناس يسرقون مثله، والكاذب يظن أن الناس كذبة، الفاجر يظن أن الناس فجرة.
(كاد المريب أن يقول خذوني) ماتت أخت سيف الدولة، فيقول المتنبي:
نعد المشرفية والعوالي وتقتلنا المنون بلا قتالِ
يقول: نحن نتهيأ بالسيوف والرماح في البيوت، ولكن هذا الموت يقتلنا بلا قتال، كم عندنا من القوات، وكم عند الناس من القوات، ولكن يأخذ الموت الناس غرة:
نعد المشرفية والعوالي وتقتلنا المنون بلا قتال
ويدفن بعضنا بعضاً وتمشي أواخرنا على هام الأوالي
ربما كانت بعض الكاسات التي نشرب فيها أجزاء من أجسام الناس.
رفع لـ علي كوز من الخزف، كان علي بن أبي طالب يشرب منه وهو في الكوفة، فبكى علي، قالوا: مالك؟ قال: [[يا كوب كم فيك من طرف كحيل ومن خد أسيل!]] يعني من البشر، يقول أبو العلاء المعري:
خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد
صاح هذي قبورنا تملأ الرحب فأين القبور من عهد عاد
{وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم:٤٥ - ٤٦].
ولو كان النساء كمن فقدنا لفضلت النساء على الرجال
يقول: بعض النساء أفضل من الرجال، وهذا صحيح، بعض النساء تساوي ثلاثة آلاف رجل، وبعض النساء تضرب زوجها وهي أشجع منه، وبعض النساء في العالم الآن تهدد الرجال، تاتشر تهدد صدام حسين الآن وهو خائف منها، يراها في النوم سبع مرات، وقد كانت لما اعتدى على الكويت في دنفر، يقولون: سمعت الخبر أن العراق اعتدى الكويت، فضربت رأسها، ودخلت الكنيسة لتصلي على مذهبها الباطل ودينها المنحرف مثلها.