[لا إله إلا الله والآيات الكونية]
أولاً: عرض الآيات الكونية للناس، والله عز وجل يخاطبك تحت مظلة لا إله إلا الله بالآيات الكونية.
يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران:١٩٠ - ١٩١] {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية:١٧] مالهم لا يتفكرون! مالهم لا يفهمون! لماذا يحملون أدمغة الحمير ويريدون الحياة وهم لا يفهمون أفعال الواحد الجليل؟! {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية:١٧].
من خلقها؟! من سواها!؟ من عدلها!؟
{أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} [الغاشية:١٧ - ٢٠] لا إله إلا الله.
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
فيا عجباً كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد
جاء في تفسير ابن كثير في سورة البقرة أن الإمام أحمد سئل: ما هو دليل قدرة الواحد الأحد الباري تبارك وتعالى؟ قال: "هذه البيضة بيضة الدجاجة، أما سطحها ففضة بيضاء، وأما داخلها فذهب إبريز، تُفقس فيخرج منها حيوانٌ سميع بصير، ألا يدل على السميع البصير؟!! إي والله.
والشافعي يُسأل: ما هو دليل القدرة؟
قال: "هذه الورقة تأكلها الغزال فتخرج مسكاً، وتأكلها النحلة فتخرج عسلاً، وتأكلها دودة القز فتخرج حريراً، أفلا تدل على السميع البصير؟!! "
وقيل للإمام مالك: ما دليل القدرة؟
فدمعت عيناه وقال: اختلاف الأصوات، وتعدد اللهجات، وتباين الكائنات، تدل على فاطر الأرض والسماوات ".
قل للطبيب تخطفته يد الردى من يا طبيب بطبه أرداكا؟!
قل للمريض نجا وعوفي بعد ما عجزت فنون الطب من عافاكا؟!
والنحل، قل للنحل يا طير البوادي ما الذي بالشهد قد حلاَّكا؟!
وإذا ترى الثعبان ينفث سُمَّهُ فاسأله من ذا بالسموم حشاكا
واسأله كيف تعيشُ يا ثعبانُ أو تحيا وهذا السم يملأ فاكا
فالحمد لله الجليل لذاته حمداً وليس لواحدٍ إلاَّكا
أين يذهب الإنسان الضعيف من قدرة الله؟!
يا أيها العبد! أنقذ نفسك.
إن المتكلم قد يتكلم بإنقاذ نفسه، لكن ماذا فعل السامع في إنقاذ نفسه؟
إنها حياة مصير وليست حياة محدودة، إن مصيرك يتوقف على إيمانك وعودتك إلى الله.
الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرض (لا إله إلا الله) تحت مظلة (لا إله إلا الله) في الكائنات.
يخبر الناس بخلق الله، وبديع صنعه وآياته.
فلا إله إلا الله ما أجحد الكافر! ولا إله إلا الله ما أظلم الكافر! إن أظلم من وجد على سطح الأرض هو الكافر يوم تنّكر الحقائق يستنشق الهواء، ويشرب الماء، ويمشي في الضياء، ويستظل بالسماء، ويعيش في صفاء، ثم لا يعرف الواحد الأحد الذي أنزل الكتاب على الأولياء.
سبحان الله!!