أيضاً من نقاط الضعف عند هؤلاء ومن المخالفات: السفر إلى الخارج بكثرة لا لحاجة، بل لغير حاجة؛ فإن بعضهم يسافر لا لدعوة ولا لطلب علم يستفاد من تلك البلاد، ولا لعلاج، وإنما فقط للضياع، بعضهم يجعل هذا مدعاةً للتفاخر في المجالس، وبعضهم يكدس أموالاً من رواتبه للعطل، ليذهب هناك في بلاد يعلم الله عز وجل ماذا يفعل، بل بعضهم جاهر لما نصح في مثل تلك البلاد وقالوا: اتق الله، قال: الله في الجزيرة فقط، سبحان الخالق الأحد الذي يقول:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[المجادلة:٧].
{الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}[الشعراء:٢١٨ - ٢١٩]{يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}[غافر:١٨ - ١٩] مع ما يحدث لهم من مشكلات هناك، وما يعاني أهل هؤلاء من مشقة من غيابهم، ومن ترك بيوتهم، ومن ترك أعمالهم، ومن ترك دراستهم، ومن إذهابهم لأموالهم ورصيدهم الذي كان يمكن أن ينفعهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، يلقونه في المعصية والعياذ بالله.