للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[معنى الحب في الإسلام]

السؤال

أنتم تقولون: الحب في الإسلام، وأسمعها في بعض ما تسجلون، وأقرؤها في بعض الكتيبات، فما هو الحب؟

الجواب

هناك حب أغلى من كل حب، والحب هذا الذي يهذي به المغنون والمغنيات، والفنانون والفنانات، والمطربون والمطربات هو ركام وقمامة وسخافة ومقت، الحب الأعظم تحت مظلة: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة:٥٤] وقد تعرضت في خطبة عنوانها: بطاقة المسلم يحبهم ويحبونه.

يقول عليه الصلاة والسلام لـ علي: {لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه} قال ابن القيم: " ليس العجب من قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى (يحبونه) ولكن العجب من قوله (يحبهم) فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من أحبابه ومن أوليائه وأنصاره.

فإن الإنسان ليس له إلا إحدى منزلتين: إما حبيب، وإما عدو إما مناصر، وإما مخاصم وهذه المسألة الكلام عنها يطول وهناك محاضرة بعنوان: مفهوم الحب في الإسلام.

بينت بالآيات والأحاديث وكلام السلف ما هو الحب الشرعي السني الذي يجب على الناس.

أيضاً أنبه على أمور: رأيت رسائل في الأسواق مكتوب فيها (العشق الإلهي) وهذا ليس وارداً في السنة، يقول ابن تيمية: " كلمة العشق والهجر والوصال، لا تليق به سُبحَانَهُ وَتَعَالَى وليست من كلام أهل السنة " كأن يقول: إني عاشق، أو قد بلغ بي السكار في الحب، ومنزلة العشق والوله هذه كلها ليست عند أهل السنة، فهناك المفهومات الشرعية النبوية المحمدية السنية موجودة في الكتاب والسنة.

وأحد الإخوة قد كتب إليَّ ثمان أوراق كرسالة واحدة، أكثرها نظرة سوداوية وتشاؤم إلى الجيل مما رأى هناك، يقول: رأيت إنساناً يستهزئ بالقرآن، وآخر بالرسول صلى الله عليه وسلم فيحكم على أن الأمة قد ذبلت، وأنها لا تستحق النصر، وأنه ليس هناك نصر إلخ.

أقول: لا، أطمئنك بأن الخير كثير، وأن الدين هو المنتصر، والعاقبة للمتقين، وأبشرك أن الألوف المؤلفة كلهم يريد أن يسيل دمه ليبقى دين الله ويرتفع في الأرض، فلله الحمد والشكر، وعلى الإنسان أن ينظر بعينيه ولا ينظر بعين واحدة، نعم هناك فساد في الأرض وهناك مجرمون، ومحاربون لله ولرسوله وللمؤمنين، ولكن بالمقابل أيضاً هناك أولياء لله ولرسوله وللمؤمنين، فلابد من الاعتدال في النظرة، فإنك تجلس مع من ينقل لك الأخبار، خاصة من يرى هذه الأمور ويباشرها، ينقل لك نظرة سوداوية عن الناس، وهناك من يتفاءل ويفرط في التفاؤل، فالعدل هو الوسط؛ لأن الأمة شهادة وحاسبة وقائمة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>