للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[ظاهرة تكرار الوقوع في المعاصي]

السؤال

أنا عبد ضعيف السيطرة على نفسي عند التعرض للمعاصي، وبعد الانتهاء كأني أفيق من غفوة، فأتوب وأستغفر وأتحسر على فعلها، علماً أني أحاول التمسك بديني وأحب الصالحين، فما تنصحني؟

الجواب

أنصحك ونفسي بتجديد التوبة، وبالعزيمة الصادقة على عدم العودة، وبالندم على ما فعلت، وأما قضية أن الإنسان يستغفر هذا استغفار الكذابين.

قيل لأحد الناس: رجل يزاول المعصية ويستغفر، قال: استغفار الكذابين، وكذلك يشرب الخمر فكلما أخذ منه قدراً قال: أستغفر الله، أو يسرق ويوم يسحب الكبش من الحوش يقول: أستغفر الله وأتوب إليه، أي استغفار هذا؟! يخادعون الله وهو خادعهم.

قال الجنيد: من زاول المعصية وهو يستغفر، فقد ضحك على نفسه، إي والله، فما علينا إلا أن نتوب ونستغفر الله عز وجل ونندم على ما فعلنا.

ومن الحلول: أن ندرأ بالحسنات السيئات قال تعالى: {وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} [الرعد:٢٢] {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود:١١٤] فأنا أوصيك ونفسي بأمور حتى تقف قوياً أمام المعاصي:

أولاً: الدعاء في أدبار الصلوات، وآخر الليل، وفي السجود، تدعو الله أن يصرف قلبك عن المعاصي، وأن يهديك سواء السبيل، وأن يثبتك حتى تلقاه، وإن كان لك أم فاسألها أن تدعو لك.

أتى رجل مقعد يحمل على المحثة -كالدراجة- ولا يستطيع المشي إلا بهما، فقال للإمام أحمد: يا أبا عبد الله! ادع لي، قال: هل لك أم؟ قال: نعم، قال: أخبر العجوز أن تدعو لك، فذهب هذا الرجل قال: أخبرني الإمام أحمد وأوصاني أن تدعي لي، فقالت: اللهم أطلق قيده، فقام يمشي في لحظة، هذا في سيرة الإمام أحمد موجود، فمن كان له أم، أو أب فعليه أن يدعو له ليصرف قلبه الله عن المعاصي، وأن يثبته على الطاعة.

ثانياً: أن تكثر من الاستغفار دائماً وأبداً.

ثالثاً: أن تتصدق بشيء من المال.

رابعاً: أن تقرأ كتاب الله بتدبر، وأن تزور القبور وتتذكر لقاء الله.

<<  <  ج:
ص:  >  >>