للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[رضا الله وتنزل نعمائه]

والمنفعة الرابعة: أنها إرضاءٌ لله عز وجل، والله عز وجل يرضى يوم يرى حدوده تطبق في الأرض، ويوم يرى شريعته تنتشر في الناس، ويوم يرى القائمين بالحدود من سلطان وأمير وقاض ومسئول ينفذ حد الله، حينها ينزل الله القطر من السماء، ويؤلف بين القلوب، ويحمي البلاد من اعتداء المعتدي، ويرد عنها كيد الكائدين وضغينة الضاغنين، وما اعتدي على كثير من البلاد، وما أرهبت كثير من الشعوب إلا بمعاملتها مع الله عز وجل يقول سبحانه: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل:١١٢] {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُكْراً * فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً} [الطلاق:٨ - ٩] فانظروا إلى جيراننا والشعوب التي تلينا كيف عاشت الدمار والحروب والمجاعة، وكيف عاشت الاختلاف، وكيف عاشت التمزق يوم أعرضت عن شرع الله عز وجل، وأخذت قوانين نابليون وجعلتها مكان القرآن، وادعت أن شريعة الله لا تسير العصر، فأصابهم الله بلعنة وخزي في الدنيا ونار تلظى في الآخرة.

فنسأل الله عز وجل لنا ولكم الفقه في دينه، والثبات على أمره، والرشد فيما يعنينا، وأن يؤلف بين قلوبنا، ويصلح ذات أنفسنا، وأن يهدينا سواء السبيل.

عباد الله: صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] وقد قال صلى الله عليه وسلم: {من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً}.

اللهم صل على نبيك وحبيبك محمد، واعرض عليه صلاتنا وسلامنا في هذه الساعة المباركة يا رب العالمين، وارض اللهم عن أصحابه الأطهار من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

اللهم اجمع كلمة المسلمين ووحد صفوفهم، وخذ بأيديهم لما تحبه وترضاه، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وأرهم الحق حقاً وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه.

اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحينا ما علمت الحياة خيراً لنا، وتوفنا إذا كانت الوفاة خيراً لنا، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الغنى والفقر، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا في عهد من خافك واتقاك واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم انصر كل من جاهد لإعلاء كلمتك، اللهم انصر المجاهدين في أفغانستان وثبت أقدامهم وأقم علم الجهاد بهم ووحد كلمتهم، واجمع صفهم يا رب العالمين!

اللهم انصر المجاهدين المسلمين في فلسطين على أعدائك أعداء الدين، أبناء القردة والخنازير، الذين قتلوا رسلك، وكذبوا بشريعتك، وآذوا أنبياءك، اللهم رد لنا أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يا رب العالمين.

ربنا إننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا، لنكونن من الخاسرين.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>