الدكتوراه كلمة نمساويةمعناها (كبير التوراة)(دك) كبير، (توراة) التوراة؛ وهي لغة يهودية صهيونية عالمية، تعني أكبر الناس في التوراة، أو عالم التوراة، ثم نقلت إلى الشرق الأوسط فأصبح إذا تشرف الشيخ الذي يقرأ البخاري ومسلم لا يتشرف حتى يقول: يا دكتور، يا كبير أهل التوراة، هذه كلمة ولكن تحتاج إلى عراك ليسمى الإنسان عندنا بالأسماء الشرعية، إما حافظ، أو إمام، أو شيخ، أو مخرف على هذه التسميات كما فعل السلف الصالح يسمون العالم عالماً، وإماماً، وشيخ الإسلام، والحافظ، والعلامة، وطالب علم، وداعية، ويسمون يعقوب بن الوليد المدني صاحب الحديث الذي في الدارقطني الحديث الموضوع:{أول الوقت رحمة الله، وأوسطه عفو الله، وآخره رضوان الله} قال الإمام أحمد: في سنده يعقوب بن الوليد أحد الكذابين الكبار، وقال أبو حاتم: جبل من جبال الكذب، أول ما تسمع كلمة جبل تهتز ثم يقول: من جبال الكذب، هذا أمر بارك الله فيكم ينبغي أن ينبه إليه.
فيسر علم السلف هو الذي هدانا إلى هذا الكلام، ولذلك ترى بعض الناس يهوش ويشوش على الطلبة لفصلهم عن العامة، وهي خطة ماسونية، فإذا قيل لطالب العلم من الشريعة وأصول الدين: فلان! علِّم العوام في هذه القرية الفاتحة والوضوء والصلاة، تكبر ورفض وقال: أنا أعلمهم الوضوء! يبحثون عن أمثالهم، أنا لا أعلِّم إلا أسساً منطقية في العلم، ديكتاتورية الدعوة، من أين تنطلق! ومن أين تنبثق! وما هي الأطر التي تنصهر فيها، والبوتقة التي تنصب فيها! فهذه بارك الله فيكم خطة الماسونية، وقد قرأت مذكرات يقولون: إن من الخطط الماسونية التي قدمت إلى الشرق أن يؤتى بطلبة العلم فيعجبون بأنفسهم، أو يرفعون عن طبقة العامة، لو ذهب إنسان للغرب إلى بريطانيا وفرنسا وأمريكا أعطي رسالة ماجستير ودكتوراه، فإذا دخل عندنا هنا قالوا: حضر في بريطانيا رسالة الدكتوراه؛ سبحان الله في بريطانيا، فتأتي تسأله فلا يعرف الفاتحة، ولا يعرف {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}[التين:١] ولا يعرف {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص:١] ولا حديثاًَ واحداً من صحيح البخاري، وأين النظارات يا شيخ، وأين هذه الأبهة، وأين الكنبات، وأين الرحلة والتذكرة والذهاب والإياب، قال: تعلمت العلم في أمريكا وفي بريطانيا، هم بأنفسهم في منشوراتهم لا يعترفون بهذه الرسائل، فخذوها قاعدة، وهي أن الأمريكان لا يعترفون بالدكتوراه ولا بالماجستير، علماؤهم في جامعاتهم ما عندهم إلا شهادات مبدئية، ولكن هم أساطينهم.
أما عندنا فأصبح الأمر بالعكس فيقال: دكتور يعلم العجائز الفاتحة، دكتور يذهب يعلم الناس الغسل من الجنابة، لا لكن الدكتور له محاضرات خاصة، لما توفي الخليل بن أحمد الفراهيدي، وكان من أذكياء العالم، وهو من الزهاد العباد الكبار، وكان يدخل عليه ابنه وهو يقول: تن تن، تن تن، تن تن، فذهب الولد إلى أمه وقال: جُنَّ أبي، أصابه الصرع، وقد ذهب عقله، قال الخليل بن أحمد:
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني أو كنت أجهل ما تقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني وعلمت أنك جاهلٌ فعذرتكا
دخل المسجد وهو يفكر في مسألة قال: لأضعن كتاباً في الحساب تذهب الجارية إلى البقال فلا يظلمها بدرهم، فاصطدم بالسارية فكان الخطأ منه فمات؛ رئي في المنام قالوا ما فعل الله بك؟ قال: ما نفعني علم العروض ولو مثقال ذرة، ولكن أدخلني الجنة لأني كنت أعلم عجائز في قريتنا سورة الفاتحة.
عجائز يستدعيهن في الصباح مع إطلالة الفجر، فيبدأ يا خاله! اقرأي بسم الله الرحمن الرحيم، يا عمَّه قولي الحمد لله رب العالمين، فأدخله الله الجنة بهذا، أما علم العروض فسواءً وضع بحوراً أو لم يضع فـ أهل السنة هم أهل السنة، والسماء هي السماء، والأرض هي الأرض: