الظاهرة الخامسة: ومن الظواهر التي منيت بها الأمة الإسلامية أو المجتمع المسلم الآن: الخروج المكثف إلى الأسواق، قبل صلاة المغرب، تجد السوق يزداد سيارات ورجالاً، على المحلات كأن القيامة قامت، لو قامت القيامة كان أحسن للعمل الصالح، لكن كأن الأطعمة سوف تنتهي هذه الليلة، وينزل الناس إلى الأسواق كأن الأقلام رفعت عنهم، يأخذون ويلبسون من كل ما لذ وطاب، وكأنه سوف يأكل ما في السوق، فتزدحم الأسواق، وهذا الازدحام فيه ضرر، ويأتي بعد صلاة التراويح ما الله به عليم، اختلاط بين الرجال والنساء يغضب المولى، وضياع للأوقات، وفيه ثلاثة محاذير:
الأمر الأول: قسوة قلب.
الأمر الثاني: اختلاط الرجال بالنساء.
الأمر الثالث: ضياع للوقت الثمين: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}[المؤمنون:١١٥ - ١١٦]{نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ}
فيا مسلمون! سيطل عليكم الشهر الكريم بعد أيام فاستقبلوه برضا وتسليم وحاولوا كل المحاولة أن يكون كفارة لما سبق، واجتهدوا أن تكونوا من عتقاء الله في هذا الشهر:{إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}[الأنبياء:١٠١ - ١٠٣].
يا مسلمون! فرصة والله لا تتعوض، فرصة نادرة سانحة لمن أراد الله والدار الآخرة أن يجدد توبته، فيا من عصى الله كثيراً!
ويا من تمرد على الله كثيراً!
ويا من تعدى حدود الله كثيراً!
ابدأ بالتوبة واستغفر الله وجدد توبتك إلى الله؛ وعد إلى الله علّ الله أن يجعلك من التائبين والمقبولين، فإن عطاء الله يغدو ويروح وبابه مفتوح ونواله ممنوح:{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}[آل عمران:١٣٥ - ١٣٦].