عن شفي الأصبحي قال: لما حضرت معاوية الوفاة كشف الستار ثم مرَّغ وجهه في التراب وبكى وقال: صدق الله {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[هود:١٥ - ١٦].
حضرت الوفاة هارون الرشيد الخليفة العباسي، أقوى خليفة، الخليفة الحضاري الذي قدم لخلافته وملكه ما لم يقدمه أحد من أهل عصره، والذي كان يخرج على شرفات القصر ويقول للسحابة:" أمطري أنَّى شئت، فإن خراجك سوف يأتيني " أي: أيَّ مكان أمطرت فيه فهي من بلادي.
حضرته الوفاة في طوس فخرج يبكي وقال: اجمعوا لي الجيش، فجمعوا الجيش، فأشرف على الجيش ونظر إلى السماء وهو يبكي وقال: يا من لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه، فبكى الناس