[كلمة إلى زوارنا من قطر]
السؤال
حضر هذا الدرس بعض التائبين والزوار من دولة قطر، فهل من كلمة لهم؟
الجواب
التحياتُ تَهامَتْ كالمطر لدُعاة الحق من أهل قطر
حياهم الله وحياكم، ومرحباً بهم.
وكلمتنا لهم: أننا نحن وإياهم بيننا -قبل أن تكون هناك مصالح دنيوية أو أمور أخرى- هناك نسب خالد أسسه محمد صلى الله عليه وسلم {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال:٦٣].
نريد منهم ثلاث مسائل:
الأولى: أن يعتبروا أنهم في هذا الجمع أهل وأحبة وإخوة، فنزلوا على الرحب والسعة، وكل منا لهم مضيف وهم الضيوف.
الثانية: أن ينقلوا سلامنا وأشواقنا إلى حملة التوحيد والمبادئ الخالدة والدين والإسلام وأهل الاستقامة في قطر.
الثالثة: أن يكونوا دعاة إلى منهج الله عز وجل، وأن يشاركوا هذه المسيرة التي فتحها الله على المسلمين، والتي أصبحت تسير في الأرض، وأصبحت سماوية، والله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى يحميها ويرعاها، وهي مسيرة أهل الإسلام، وأن يثبتوا أقدامهم في العلى، ولك الحمد يا رب العالمين.
وأنا أعلم أنه سوف يكون هناك عثرات وصدمات، لكن لا بد منها، فهكذا الطريق، ولو أنها سلمت من الشوك ومن الصدمات لنجى منها محمد صلى الله عليه وسلم؛ لكن اسمعوا إلى الأخبار الطيبة، ولو أنها تُلَوَّث بأجهزة الإعلام العالمية؛ لكن سوف يثبت الحق، قال تعالى: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} [الرعد:١٧].
جمهوريات في الاتحاد السوفيتي تعلن استقلالها، وإذا (٧٠%) منها مسلمون، وإذا بعلماء الذرة يرجعون وعلى الواحد منهم اللحية السنية الموروثة عن معلم الخير صلى الله عليه وسلم، وهو يصدر الذرة للعالم، وإذا بالملايين المُمَلْيَنَة يتجهون إلى المساجد، والمصاحف والأشرطة تُوَزَّع هناك بالآلاف، والرسائل تَفِد من هناك: إننا لكم إخوان، وإننا كنا وراء الأسوار الحديدية حُجِبْنا عنكم، والآن أصبحنا نتصل بكم.
وهذا فتح عظيم.
أيضاً: شمال أفريقيا تتجه هناك صحوة يقودها العلماء على الكتاب والسنة.
وقد أرسل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز شريطاً مسجلاً بصوته إلى جبهة الإنقاذ في الجزائر:
أولاً: حياها بالتحية الإسلامية.
ثانياً: سأل الله لها العون والسداد.
ثالثاً: أفتى سماحته أن مَن صَوَّت لغير جبهة الإنقاذ وضم صوتَه من الجزائريين إلى الأحزاب الكافرة من الاشتراكية والشيوعية والعلمانية وغيرها فقد ارتكب جُرْماً عظيماً، وأن على الشعب الجزائري أن يصوت لهذه الجبهة، وأن يؤيدها، وأن يحشد وراءها هذا رأي سماحة الشيخ.
وقبله أرسل العلامة الحافظ الألباني شريطاً بصوته، ووزع عشرات الآلاف في الجزائر.
فماذا نقول عن هذه المسيرة الخالدة؟
نحن لا يهمنا ما حدث أو يحدث من تعكير، ولا يهمنا تجني الإعلام العالمي ضد أهل الإيمان وضد أهل الكتاب والسنة؛ فهذا أمر معروف، وماذا تريد من رجل شهواني منافق؟
ولكن إن تعجب فعجب ما فعلوه في الجزائر! جبهة الإنقاذ المسلمة الملتزمة بالكتاب والسنة التي يقودها علماء تحصل على (١٨٨) مقعداً، وحزب التحرير الضائع الضال يحصل على (١٦) مقعداً، والحزب الاشتراكي يحصل على (٢٥) مقعداً، ثم يأتي الإعلام ويقول: طعونٌ في الانتخابات -طعن الله أكبادهم من منافقين!
طعونٌ في الانتخابات؟! أنتَ الذي لا تسجد لله ولا تبكي إلا من الفرح، وتقول:
طفح السرور عليَّ حتى أنني من عظم ما قد سرني أبكاني
إنها (١٨٨) مقعداً!
مليون امرأة محجبة من الجزائر يخرجن إلى صناديق الاقتراع؛ لأنهن مضطرات أن يقدمن أسماءهن، وسبعمائة ألف شاب جزائري كأنهم من شباب المهاجرين والأنصار، يهتفون بعد صلاة الجمعة بل الجمع ويقولون:
نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا
ويقول الإعلام العالمي: خوفاً من الأصوليين أن يحكموا الجزائر.
أصوليون؟! أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، الذين نشروا العدل في العالم، تلاميذ عمر بن الخطاب!
هل وَجْهُ هَوارِي بُوْمَدْيَن والشاذلي وأمثالهم الذين هم من المدارس المظلمة المنتنة أجدر بالحكم؟
والديمقراطية سُلَّمٌ يصعده كل أحد إلا المسلمين.
ولما ظهرت النتائج قالوا: أُلغيت وشُطِّب عليها، وأُنْزِلَ الجيش، وكلما رأوا الصوت الإسلامي سوف يغلب استدعوا الجيش والشرطة والاستخبارات والمباحث في ضرب المتطرفين ومطاردتهم وإخراجهم من البلاد.
يا أخي! هذا الشعب عَبَّرَ عن صوته، إنه يريد الإسلام، أتدرون لماذا صَوَّت الجزائريون مع جبهة الإنقاذ المسلمة؟
أنا أخبركم بالسر، سمعتُه من أناس من جبهة الإنقاذ في الرياض، يقولون: كان الرجل منا إذا تولى البلدية في مدينة من المدن حوَّل من سيرته صحابياً في هذا القرن، يأتي هذا من جبهة الإنقاذ وهو رئيس الإقليم، فيصلي بهم الجمعة، وهو رئيس البلدية، أي: رئيس المقاطعة، ثم يأتي ويجمع التبرعات ويوزعها على الفقراء، ثم يسمع بالمريض في المستشفى فيأخذ إخوانه ويذهب إلى المريض، ثم يأتي الأعراس فيحضرها ويحولها إلى أعراس إسلامية، ثم يأتي إلى المنكوبين فيساعدهم، ثم يراجع في معاملات الفقراء في الحارات، ويدخل لهم الماء والهاتف والكهرباء، فيقول الجزائريون: مادام أن هذا الدين يأتي لنا بهولاء، فلا نريد إلا هؤلاء.
أما الطعون في الانتخابات فنحن نعرف من الذي يطعن في الانتخابات، ونعرف من الذي يتكلم في أعراض أهل الحق في كل مكان.
أيضاً: نستبشر -والحمد لله- في اليمن، حيث أن هناك مسيرة خرج فيها الشيخ/ عبد المجيد الزنداني قبل جمعتين بـ (١.
٠٠٠.
٠٠٠) من شباب اليمن، هذا ليس رقماً من عندي ولا من كيسي، سلوا الدعاة، وسلوا أشرطتهم، مليون من شباب اليمن خرج بهم الشيخ/ عبد المجيد الزنداني ليقولوا: نريد الكتاب والسنة، لنا مطلب واحد، نريد الكتاب والسنة، لا نريد منصباً ولا دنيا ولا غيرها.
والمفاجأة الآن: أن الشعوب الإسلامية كلها تريد الإسلام؛ لكن لم يقدِّم لها الإسلام، تريد الإسلام الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنها جربت مبادئ كل شيطان في الأرض فأُحْرِقَت وسُحِقَت؛ لكن دعوها تجرب (١٠) سنوات، اتركوها تُحْكَم بـ (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) حتى تروا تلاميذ أبي بكر وعمر كيف يعدلون! وكيف يرحمون! وكيف يوقرون! وكيف يقدرون!
هذه بعض اللفتات.
فالإخوة من قطر، نثني بالتحية والترحاب بهم، وأشكر الله لهم.
وبالمناسبة: أشكر المشايخ من فرع جامعة الإمام الذين حضروا هذه الليلة، وأسأل الله لهم التوفيق والهداية، ومنهم نستفيد، وأثابهم الله وإياكم جميعاً.