وكذلك حديث: كل إناء بما فيه ينضح ليس بحديث عنه عليه الصلاة والسلام؛ بل هو مثلٌ ونصف بيت شعر، كما يقال: المعدة بيت الداء، والحمية رأس كل دواء هذا لا يصح، وهو من كلام الحارث بن كندة وهو طبيب من أطباء العرب المشاهير، وعنده فلسفة، وهو طبيب يكتشف العقاقير وكان ذكياً، لكن -سبحان الله- أخفق في عالم الروح، يقول: أنا أستطيع أن أعارض القرآن، وأستطيع أن آتي بكلام مثل القرآن؛ قال له الناس: اتق الله يا حارث! لأنه ذكي، فغره ذكاؤه، قال: لا، أنا آتي بمثل القرآن؛ فدخل في غرفة، وأغلق عليه الباب، وفتح المصحف لينظر وليعارض المصحف بكلام مثل المصحف، ففتح على سورة المائدة وأخذ القلم وأخذ الورقة يكتب مثل القرآن، فقرأ أول سورة المائدة، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ}[المائدة:١] فبقي مذهولاً والقلم في يده وقال: سبحان الله! نادى ثم أمر ثم نهى ثم استثنى ثم بين ثم حكم ثم ختم في آية! هذا لا يستطاع له، فلما أراد أن يرد يده وجدها قد شلت؛ وأصبح يأكل بيسراه: