الحمد لله، الحمد لله ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وقدوة الناس إلى الله أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
عباد الله! إن من أحسن ما يبشر به المسلم إخوانه في مثل هذا المجتمع الحافل هذا الاهتمام الذي نراه ونحسه ونعيشه في مساجدنا وبلادنا، من كثرة الأبناء الذين أتوا إلى المساجد يتعلمون كتاب الله، وهذا من فضل الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى، ثم من فضل القائمين على هذه المساجد بالتوجيه والمدد والتعليم والتدريس، وهذا حظ عظيم لمن أنار الله فكره فأرسل أخاه أو ابنه أو صديقه إلى المسجد ليتربى فيه، فلا نور ولا علم إلا في المسجد، وانظر كيف قدم الله بعض أبناء المسلمين وأخر بعضهم، ووفق بعضهم وخذل البعض الآخر؟!
تجد هذا يحفظ كتاب الله ويتعلم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتجد ذلك شقياً فاجراً معرضاً عن بيوت الله، طمس الشيطان على نور بصيرته، وطبع على قلبه، فهو في السكك والشوارع لا هم له إلا البذاء والسب والشتم، أين هو ومن جلس في المساجد تحفه الملائكة، وتتنزل عليه السكينة، وتغشاه الرحمة، قد عمر الله قلبه بالقرآن؟!
إذا علم هذا، فالله الله في هذه المساجد، وفي الاهتمام بأبنائنا أن ندخلهم إلى المساجد ليروا نور لا إله إلا الله، ويتعلموا مبادئ الإسلام، ويربون في هذه الحديقة الغناء، وفي هذا البيت الذي عمره الله على التقوى.