للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[خطر السينما والإعلام الفاسد]

السؤال

" الفلك يدور" هذا من كتابات محمد صلاح الدين , وهو كاتب مسلم جيد فيه خير, وقد نشر في المدينة العدد ٨٩٦٥ في ٢٥/ ٥/١٤١٢هـ يقول: هذه كلمات صادقة بل هي صيحة نذير أطلقها كاتب معروف هو الأستاذ ثروة أباضة في الأهرام (١٨/ ١١/١٩٩١م) وهو ممن لا يمكن اتهامهم بالتطرف ولا حتى بالمعارضة؛ لأنه من رجال الأدب ومن الروائيين والكتاب المعروفين، يقول الأستاذ ثروة عن السينما والمسرح في مصر: الله وحده يعلم كم ترددت أن أكتب هذا المقال عن السينما المصرية في أيامنا هذه, فقد أصبحت أعتقد أن الكتابة عن سينما اليوم مهانة للقلم ومضيعة للوقت وامتهان لشرف الكلمة، فقد بلغت السينما حضيضاً هي فيه متفردة غير مسبوقة, فلو أن هناك جائزة للسفول والانحطاط والكذب والتشويه والعبث الوضيع، وقلب الحقائق وإفشاء الفساد والتغني بالفسوق؛ لكانت السينما في أيامنا هذه هي أولى الفنون بالحصول على تلك الجائزة، لست أدري ماذا يريدون أن يصنعوا بـ مصر وبتاريخها وبكرامتها وبعراقتها وقيمها الدينية والإنسانية؟! وما أدري لماذا يتآمرون على مستقبل أبنائنا وعلى سمعة حاضرنا؟! وعلى ماذا يسحقون الأمل في نفوسنا والصدق في حياتنا والشرف في أخلاقنا؟!

إن مأساة الانحطاط الخلقي الذي انحدرت إليه فنون السينما والمسرح في مصر؟ والتي صورتها كلمات الأستاذ ثروة أباضة في جريدة الأهرام خير تصوير, لم تعد تخص مصر فحسب, بل العالم العربي والإسلامي التي تشكل الأفلام والمسرحيات المصرية جزءاً كبيراً من برامجه التلفزيونية، ومعروضات أسواقه التجارية من أفلام السينما والفديو، ومهما حاولت إدارة التلفزيون في بعض الدول الإسلامية كـ المملكة أن تفرض شيئاً من الالتزام على العروض التلفزيونية, بما في ذلك الإعلانات التجارية التي تبدو فيها النساء محجبات؛ فإن الأفلام والمسرحيات المصرية تظل كما وصفها الأستاذ ثروة أباضة , حتى في ملابس ممثلاتها وتصرفاتهم ومجمل المحتويات الهابطة والمضامين المتردية لهذه الأفلام.

وإن تعجب فعجب أن يأتي النقد المرير من كاتب روائي مصري, ليس من دار الفتوى ومراكز التوجيه الديني التي يفترض أن تشن على كل ذلك حرباً شعواء, وأن تكون هي رأس الحربة للإصلاح.

إن الكثير من أجهزة الحكم في عالمنا العربي تتعاون اليوم تعاوناً واسع النطاق مع شتى معاهد العلم ووسائل الإعلام ومراكز البحوث والمؤسسات الدينية؛ لدراسة التطرف الديني ومحاربته واستنقاذ الشباب من الانخراط في صفوفه -أي: في صفوف الالتزام- والمطلوب الآن قبل أي شيء آخر أن تضع كل هذه الأجهزة على جدول أعمالها مواجهة تطرف السفول والانحطاط والفساد والفسق قبل فوات الأوان.

لا شلت يمينك، وصح لسانك وأثابك الله، يقول: هذه الأجهزة التي سلطت جهودها على شباب الصحوة والمتطرفين, ويسمونهم متطرفين من الدعاة والأخيار وطلبة العلم والخطباء والقضاة والعلماء, يقول: لماذا لا تشن حملة على هؤلاء المتطرفين من الجانب الآخر أهل الفسق والسفول والانحطاط والجريمة والفاحشة وإشاعة الدمار في العالم؟ هذا هو الواجب.

<<  <  ج:
ص:  >  >>