أبشروا فشبابنا هناك أمرهم عجيب! والله إنه لشيء يثلج له الصدر، ويرتفع له الرأس، وهم (٨٠%) أو أكثر وبقي (٢٠%) الـ (٢٠%) ما بين علماني وشهواني، رجل مغفل لو وجهت له كلمة أو دفع دفعة بسيطة دخل في الدين واستقام، أما (٨٠%) فمستقيمون حتى في السنن البسيطة التي نظن أنها بسيطة، وهي ليست بسيطة، أمرهم عجيب! قرآن، حلقات ذكر، ما نزلنا والله ولاية أو مدينة إلا وجدنا مسجداً ومركزاً إسلامياً، ومكتبة وأشرطة، ودروساً وحلقات.
ودخلتُ في بورت لاند، وبورت لاند هذه من ولاية أوريفر، وهي من أجمل ما خلق الله في الدنيا، هي جنة في الدنيا بمعنى الكلمة، واكتبوا هذا الخبر، ويعرفه الطلبة الذين درسوا في أوريفر، جذع الشجرة في أوريفر طوله عشرة أمتار، وأخشابهم من هناك، تمر التِّرِلاَّت في الصباح، وهي تنقل من هذه الأخشاب والأشجار والغابات، بعض الشجر يقال: إن ميلادها قبل ميلاد عيسى عليه السلام، وهي من أجمل بقاع الأرض، وفيها طيور، وزهور، وأشجار، وماء غادق، وظل وارف، وشيء عجيب؛ لكن في بلاد كفرت بأنعُم الله، فنزلنا في بورت لاند، وبعد صلاة العشاء اجتمع بنا ثلة من الشباب ما يقارب الستين شاباً، أتدرون ما هؤلاء الشباب؟ إنهم شباب اجتمعوا في بلاد الغربة، وبينهم من الإخوة ما الله به عليم، حتى إن بعضهم إذا أراد أن يداوم في الصباح يأخذ لباس أخيه ولا يجد غضاضة من ذلك، وبينهم من العناق والأخوة ما الله به عليم، فجلسنا في ليلة من الليالي التي لا أنساها في حياتي، وكان هناك شاب مغربي من فرنسا، وكان معرضاً عن الله فهداه الله، فأصبح مستقيماً وأسمعنا قصائد باللغة الفرنسية، وتُرْجِمَت إلى العربية، ومعنا ليبي أسمعنا قصائد بالنبطية باللغة الليبية، ومعنا فلسطينيون وعراقيون وتونسيون ومن كل بلاد المسلمين وهم في إخاء عجيب، جمع بينهم هذا الدين:
إن يكد مطرف الإخاء فإننا نغدو ونسري في إخاء تالد
أو يختلف ماء الوصال فماؤنا عذب تحدَّر من غمام واحدِ