قال تعالى:(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ)[البقرة:١٧] الدنيا مظلمة ما لم تشرق عليها شمس الرسالة، والقلوب التي لا تشرق عليها شمس الرسالة قلوب ملعونة، فالله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى يقول في هؤلاء المنافقين: إن مثلهم لما سمعوا الهدى ونطقوا بلا إله إلا الله كرجل سار في ليل داجٍ مظلم، فاستوقد ناراً فأضاءت النار ما حوله، فلما أبصر ورأى قام يمشي فانطفأت عليه النار، فلا هو بالذي حرم النار من أول وهلة، ولا هو بالذي بقيت معه النار، فأبصر بها ومشى في ضوئها، ولكن أخذه الله أخذ عزيز مقتدر.
قال:{وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ}[البقرة:١٧] ما هي الظلمات؟
لأهل العلم أربعة أقوال فيها:
١ - قيل: العذاب.
٢ - وقيل: ظلمة النفاق.
٣ - وقيل: ظلمة البعد عن المؤمنين.
٤ - وقيل: ظلمة القبر وما يأتيهم في الآخرة.
فالله المستعان على من لم يُطهر قلبه من النفاق والشك والريبة.