عباد الله! الذي نلاحظه في أنفسنا وفي إخواننا والمسلمين عامة هو قلة الاهتمام بكتاب الله والإعراض عنه، والاستغناء بكتب البشر، والصدود عنه -إلا من رحم الله-، وقلة التجويد حتى أئمة المساجد، وقلة الحفظ، وقلة التدبر، وكثرة المشاغل حتى في طلبة العلم، فلا تجد إلا القليل النادر من يحفظ الكتاب، أو يحفظ بعضه، وإذا كلف بحفظ شيء من القرآن استصعب ذلك وكأن جبلاً من جبال الدنيا وقع على رأسه، ومعنى ذلك: هزيمة الإسلام، وذهاب الإيمان من القلوب، فوالله لا نصر لنا ولا تمكين ولا عزة إلا بهذا القرآن، ووالله متى تركناه ونسيناه وأعرضنا عنه؛ ابتلانا الله بخزي وفضيحة في الدنيا والآخرة.
ولذلك يقول أحد عملاء الصهيونية العالمية:"من لي بمن يخرج القرآن من صدور أبناء المسلمين، قال أحدهم: نأتي إلى المصحف فنمزقه، قال: كذبت، لكنك لا تمزق قلوبهم، إنهم يحفِّظون أبناءهم القرآن فيصبون على الإيمان حتى يموتون ويقتلون دون القرآن" أو كما قال.
ويقول البريطاني العميل الفاجر الذي وطَّد لإسرائيل في أرض الإسلام والمسلمين:"ثلاث ما دامت عند المسلمين فلن تستطيعوا لهم: القرآن في صدورهم، والمنبر يوم الجمعة، والكعبة التي يرتادها الملايين من الناس".
فإذا قضوا على هذه قضوا على الإيمان، ولذلك أتى أهل الصهيونية العالمية اليوم وأذنابهم من الشيعة الرافضة يريدون إحداث الشغب في بيت الله، وصد المسلمين عن ذاك البيت ليدبروا المخطط، وأتوا إلى القرآن فهونوا من شأنه، وقالوا: إنه مختلق، وإن فيه آيات زائدة، , وإنه ناقص، فعلماء الشيعة الرافضة لا يحفظون كتاب الله أبداً، وعالمهم لا يستطيع يقرأ القرآن، سُمع ذلك وثبت عنهم بالتواتر، وأتوا إلى منبر الجمعة، فأرادوا تعطيله ليتحول إلى قضايا تافهة لا تغرس الإيمان في قلوب الناس.
فيا أيتها الأمة الموحدة! يا من صاغها الله من فطرة عنوانها السجود! يا من أخرجها من الظلمات إلى النور بالقرآن! أقبلوا بقلوبكم وبأبنائكم إلى كتاب الله، استرشدوه يرشدكم، وتدبروه يعنكم بإذن الله، واستهدوه يهدكم من أنزله، فإنكم تعيشون متاعاً حسناً في الدنيا، والآخرة يغفر الله لكم ذنوبكم ما تقدم منها وما تأخر، ويحيي بيوتكم على الإيمان، ويردكم إليه رداً جميلاً، ويبقي عليكم إيمانكم وإسلامكم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.