للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ملخص دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام

قال الحسن البصري، كما عند ابن ماجة: [[أنزل الله مائة وأربعة عشر كتاباً، جمعها في التوراة، والإنجيل، والزبور، ثم جمعها في القرآن، ثم جمعها في المفصل، ثم جمعها في الفاتحة، ثم جمعها في {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:٥]]].

فـ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:٥] هي سر دعوته عليه الصلاة والسلام، وملخص رسالته.

من هو الملك الذي كانت رايتُه {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:٥]؟

هذا هو محمود بن سبكتكين، المسلم الساجد لله، فاتح بلاد السند، وما وراء سيحون وجيحون والهند كانت رايته التي يرفعها، والعَلَم الذي يمشي به في الجيش، كانت رايته مكتوب عليها: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:٥].

ولما قال له ملك الهند: يا محمود بن سبكتكين! خذ الأصنام من ذهب فاستشار مولاه وخادمه إياز، قال: ما رأيك نأخذ الأصنام؟! فقال: كسرها، وأحرقها، أتريد أن تدعى يوم القيامة: يا مشتري الأصنام؟ كسرها ليدعوك الله: يا مكسر الأصنام، فقام عليها محمود بالفأس هو وجيشه، فحياه محمد إقبال بالقصيدة المشهورة، فمن أبياته قال:

كنا نرى الأصنام من ذهب فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا

لو كان غير المسلمين لحازها كنزاً وصاغ الحلي والدينارا

محمود مثل إياس كل منهما لك بالعبادة تائب مستغفرا

يقول: المولى والسيد عندنا سيان بـ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:٥] كلاهما قاتلوا من أجلك، ورفعوا دعوتك، ودينك، واستماتوا لترتفع رايتك.

(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فيها مسائل:

<<  <  ج:
ص:  >  >>