للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[منزلة العلماء في عصر السلف]

ابن أبي الجعد مولى، وكلنا عبيد لله، من المدينة، كان مع سيده لا يكنس، ولا يطبخ، ولا يذبح كلٌ على مولاه، أينما يوجهه لا يأتي بخير، قال له مولاه: "قد أعتقتك لوجه الله، والله ما أعتقتك إلا وقد عجزت فيك، ما تجيد شيئاً"، قال: "فماذا أفعل؟! " قال: "اطلب العلم"، قال: "فجلست سنة أطلب العلم، وبعد سنة استأذن علي أمير المدينة في القيلولة، فلم ءاذن له؛ فرجع من عند الباب".

وعطاء بن أبي رباح: كان أشل أفطس، يقول أحد التابعين: لو جمعت العيوب في الناس لاجتمعت في عطاء.

اجتمع ببابه الناس حتى الخليفة سليمان بن عبد الملك أتى يسأله، فقال لـ سليمان: خذ دورك مع الناس ولا تتقدم عليهم وهو خليفة الأمة الإسلامية، قال: فرجع سليمان حتى أتى دوره ثم سأل عطاء فولى، فقال سليمان لأبنائه: "تعملوا العلم، والله ما ذللت لأحد من الناس كما ذللت اليوم لهذا العبد" لأن عطاء عبد، وكلنا عبيد لله، قال الأندلسي لابنه مشجعاً على العلم:

"

هو العضب المهند ليس ينبو تصيب به مضارب من أردتا

وكنز لا تخاف عليه لصّا خفيف الحمل يوجد حيث كنتا

يزيد بكثرة الإنفاق منه وينقص إن به كفاً شددتا

فبادره، وخذ بالجد فيه فإن أعطاكه الله انتفعتا

وإن أوتيت فيه طويل باع وقال الناس: إنك قد رأستا

فلا تأمن سؤال الله عنه بتوبيخ علمت فهل عملتا

الرسول عليه الصلاة والسلام يشجع ويحث طالب العلم، ويقول: {إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع} ويقول صلى الله عليه وسلم: {من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة} رواه مسلم، وعند البخاري ومسلم من حديث معاوية: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين} أي من مفهوم المخالفة أن من لم يرد الله به خيراً لا يفقهه في الدين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>