قضية كبرى في {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}[الفاتحة:٧] وهي من الفوائد، وهي أنه لا التقاء مع الصليب، ولا التقاء مع نجمة إسرائيل.
{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}[الفاتحة:٧] هناك عداء أصيل شرعي، لا يدخل فيه التعايش السلمي، ولا الوفاق الدولي، ولا الحب الإنساني، ولا مجلس الأمن، ولا هيئة الأمم المتحدة، عداء أصيل من القدم، لأن اليهود ماذا يقولون؟ {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا}[المائدة:٦٤]{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ}[التوبة:٣٠] فكيف يلتقي المسلم مع النجمة؟! وكيف يلتقي مع اليهود؟! وكيف يلتقي مع النصارى؟! لا التقاء أبداً.
الصليب والنجمة أعداء لنا لا وفاق دولي، ولا تعايش سلمي معها {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}[الكافرون:١ - ٦].
{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}[الفاتحة:٧] فلسنا بالذين يتمسحون على عتبات شامير، أو يتقربون من الصليب، وإنما نحن لنا تميز، وكيان، لنا شِرْعة، وواجهة، وإمام، وإمامنا على الصراط يدعونا ألا ننحرف هنا، حتى لا ننحرف هناك.
هذه من أسرار {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}[الفاتحة:٧].
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:٦ - ٧] تطلب من الأمة مطلباً عظيماً، وهو: أن يتعلموا العلم النافع، والعمل الصالح.
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام في الصحيحين، من حديث أبي موسى:{مثل ما بعثني الله فيه من الهدى والعلم كمثل الغيث} الهدى: العمل الصالح، العلم: العلم النافع.
فلا بد أن تجمع بين العلم والعمل، وعسى الله أن يهدينا وإياكم صراطه المستقيم، لا صراط المغضوب عليهم، ولا صراط الضالين.
وهذا هو معلم الولاء والبراء، أن نكون أولياء لله نغضب لله، ونرضى لله، ونجاهد من أجل الله عز وجل، ونقف على الصراط المستقيم.