ومن حقوق الأبناء على آبائهم: أمرهم بالصلاة في السابعة، وضربهم عليها في العاشرة، والتفريق بينهم في المضاجع.
ففي مسند الإمام أحمد والسنن بسند صحيح، قوله عليه الصلاة والسلام:{مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع} فإذا بلغ الطفل السابعة، فعليك أن تأمره أمراً بالصلاة، لكن لا تضربه في هذا السن، إنما تقول له: صل هداك الله.
وتأخذ بيده، وتعلمه طريق المسجد، وتقوده إلى حلق الذكر، وتحببه بأهل الخير والجلوس في مجالس الخير، فإذا بلغ العاشرة ولم يصل فاضربه ضرب مؤدب، وناصح، ورشيد، يريد له الخير مثلما يريده لنفسه.
{وفرقوا بينهم في المضاجع} يا لحكمة هذا الدين! ويا لقوته! ويا لشموله وعدله! يلاحظ الأطفال والنشء والجيل وهم في المضاجع، ويقول: حرام أن يتضاجعوا في مكان واحد، ففرقوا بينهم في المضاجع إذا بلغوا العاشرة من عمرهم، الذكر لا ينام في فراش الذكر، ولا الأنثى في فراش الأنثى، ولا الذكر في فراش الأنثى، ولا بأس بنومهم في غرفة واحدة، ولكن بشرط أن يفرق بينهم في المضاجع.
هذا هو الدين الذي أتى به محمد عليه الصلاة والسلام، فلاحظ العبد في كل شأن من شئونه، الدقيقة والجليلة، حتى لا يحتاج إلى دين آخر، ونحن نقولها بقوة وبصراحة وعمق وشجاعة وتحدِّ: لسنا بحاجة إلى تربية أو إلى تعاليم مستوردة، ففي ديننا وكتابنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم الكفاية كل الكافية، ومن لم يستكف بدين الله فلا كفاه الله، ومن لم يستهد بهدى الله فلا هداه الله يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: من اعتقد أنه سيهتدي بهدى غير هدى الله، الذي أرسل به محمداً صلى الله عليه وسلم، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ولا كلاماً، ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم.