للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الطموح الذي يتخطى الآفاق]

الثاني: الطموح الذي يتخطى آفاق الزمن، وأقطار التاريخ، وحدود الدهر، ينزل عليه الصلاة والسلام الخندق ليحفر وعلى بطنه حجران من الجوع مربوطان، فيضرب الصخرة فيلمع ضوءاً كالبرق، فيقول: {أريت قصور كسرى وقيصر، سوف يفتحها الله لي} فيضحك المنافقون.

فهذا رجل حاله أنه مطوق باليهود والأحزاب والمنافقين والعملاء والزنادقة، وهو في المدينة ثم يقول: يفتح الله عليه الكنوز والقصور فيقول المنافقون: ما هذا؟ {مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً} [الأحزاب:١٢].

ولكن بعد خمس وعشرين سنة، دخل سعد بن أبي وقاص إلى قصر كسرى والإيوان فقال: الله أكبر! أليس هذا طموحاً؟ بلى إنه لطموح، ويأتي عليه الصلاة والسلام فيقول للصحابة: {زويت لي الأرض -يعني في المنام، أي قرب الله له الكرة الأرضية- قال: فرأيت ما بلغ ملك أمتي أو ملكي أو ما يفتحه الله عليّ} أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

أما دخلت دعوته روسيا؟ بلى.

وقد حج من روسيا هذا العام ما يقارب ألفين، نعم ألفا حاجٍ خرجوا من موسكو عاصمة جرباتشوف وبرجنيف الملاحدة الزنادقة، يقولون: لبيك اللهم لبيك، ليبك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.

وحدثنا مصدر مطلع موثوق بسند جيد على شرط ابن حبان، من المجاهدين الأفغان أن وفد المجاهدين شارك قبل ثمانية أشهر في جلسة هيئة الأمم المتحدة في نيويورك، فلما حضرت صلاة الظهر، قام أحد المجاهدين من أهل العمائم، أهل لا إله إلا الله، أهل التكبيرات، والمواقف الخالدات، قام إلى الميكرفون وأذّن لصلاة الظهر داخل هيئة الأمم المتحدة؛ أليست هذه دعوته عليه الصلاة والسلام؟ أليس هذا هو الطموح الذي تجاوز الزمن؟

أما دخل يونس خالص إلى ريجان في البيت الأبيض وقال: أدعوك إلى الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم كل أمريكي على وجه الأرض.

فهذا طموحه عليه الصلاة والسلام، وهؤلاء أتباعه، وهؤلاء تلاميذه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>