[الدفاع عن المسلم وستر عورته]
ومن سنن الله في الكون أن من حفظ أعراض المسلمين حفظ الله عرضه، وأن من جرح المسلمين فضحه الله على رءوس الأشهاد، وفي الحديث: {يا أيها الناس! لا تتبعوا عورات المسلمين؛ فإن من تتبع عورة مسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في عقر داره}.
ومن سنن الله أنه يدافع عن المؤمنين، فاجعل الدفاع بيده سُبحَانَهُ وَتَعَالَى يدافع عنك قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج:٣٨].
كان السلف الصالح تسود المودة بينهم فمن منا اليوم يدعو لإخوانه في السحر ويسميهم بأسمائهم؟! يقول أبو الدرداء وهو يؤسس مدرسة الحب والإخاء: [[والله إني لأدعو في السحر لسبعين من إخواني بأسمائهم]] ويقول الإمام أحمد يوم رأى ابن الشافعي: أبوك من الذين أدعو الله لهم في السحر بأسمائهم ولذلك يقول الإمام الشافعي لما عوتب في زيارة الإمام أحمد، والشافعي أكبر سناً:
قالوا يزورك أحمد وتزوره قلت الفضائل لا تغادر منزله
إن زارني فلفضله أو زرته فلفضله فالفضل في الحالين له
ويكتب الإمام الشافعي يكتب للإمام أحمد ويقول له:
أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي ولو كنا سواءً في البضاعة
فالله الله في الدعاء للمسلمين والله الله في حفظ عوراتهم والله الله في العفو عن زلاتهم وخطاياهم، فإن الخلاف في الفرعيات لا يوجب الفرقة ولا التنازع، والذين قالوا: الاختلاف سنة ولابد منه هم مخطئون، والحديث الذي يقول: (اختلاف أمتي رحمة) لا يصح، وابن تيمية يقول: الاختلاف رحمة واسعة، والإجماع حجة قاطعة وقال العلماء: الاختلاف في فرعيات العبادة التي تورث سعة للأمة، أما الاختلاف الذي يوجب الضغينة والحقد والبغضاء فإنه حرام، فإن ذلك يجعل الكافر والمستعمر واليهودي والنصراني يعتلي ظهورنا.
فليتنبه دعاة الإسلام، وليتنبه علماء الإسلام، وليتنبه كل مسلم على وجه الأرض.
عباد الله: صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦].