ويستمر الدفاع، لكن بعض الناس يظن أن الله تخلى عن رسوله عليه الصلاة والسلام، ولكن:{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}[الضحى:٣].
ينقطع الوحي، وتأتي عجوزٌ مشركة فتقول: ودعك ربك وقلاك وتركك، فأتاه من الهم عليه الصلاة والسلام ما ذكر في السير أنه كاد يتردى من رأس الجبل، تصور مسألة أن يبلغ بالإنسان أن يرى الموت علاجاً، كيف يكون هذا؟!!
يقول أبو الطيب في قصيدته الكافورية:
كفى بك داءً أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكنَّ أمانيا
تمنيتها لما تمنيت أن ترى صديقاً فأعيا أو عدواً مداجيا
يقول: إذا أصبح الموت علاجاً لك، فيا لها من حالةٍ ما بعدها حالة، فنزل قوله تعالى:{وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}[الضحى:١ - ٣] نحن معك، وإنك بأعيننا، أنت تعيش في رعاية من الله وحفظ، فعاش صلى الله عليه وسلم وعاد، وكاد أن يهلك أسفاً لما تولى الباطل عنه تماماً، قام عند الصفا يقول:{قولوا لا إله إلا الله تفلحوا} فقال أبو لهب: "تباً لك! ألهذا جمعتنا؟! " فيخسر المحاضرة، والخطبة، والدعوة، ويكذبونه، ويذب الله عن عرضه:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}[المسد:١ - ٢].
وصح في السيرة -كما مر في بعض المناسبات- أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما ضرب بالمعول صخرةً قال:{أريت كنوز كسرى وقيصر، وسوف يفتحها الله لي} أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فتضاحك المنافقون، وهذه تقطع القلب، والكبد، الغمز والهمز، قالوا: أحدنا لا يجرؤ أن يبول من الخوف، ويعدنا قصور كسرى وقيصر.