[شجاعة ابن تيمية أمام ابن قطلوبك]
ابن قطلوبك وما أدراك من ابن قطلوبك سلطان لا يعرف الفاتحة دخل عليه ابن تيمية، فأمره ونهاه وهز أكتافه بقال الله وقال رسوله، فقال ابن قطلوبك: يـ ابن تيمية يزعم الناس أنك تريد ملكنا وملك آبائنا وأجدادنا، فيضحك ابن تيمية، ويقول: ملكك وملك آبائك وأجدادك؟! قال: نعم.
قال: والله، لا يساوي ملكك وملك آبائك وأجدادك عندي فلساً، إني أريد جنةً عرضها السماوات والأرض.
ألا لا أحب السير إلا مصعداً ولا البرق إلا أن يكون يمانيا
فأتى عليه الصلاة والسلام يربي الصحابة على الشجاعة والإقدام، وعلى أن أعظم ما يمكن أن يدفعوه أن يقدموا أرواحهم في سبيل الله.
قال الأستاذ المربي العظيم -نور الله ضريحه، وسقاه الله شآبيب الرضوان- قال: في قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة:١١١] قال في كلام ما معناه: أنزل الله صكاً من السماء أتى به جبريل وأملاه محمد، ونص المعاهدة (إن الله اشترى الآية) فتقدم أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام بالثمن، ما هو الثمن؟ الأرواح، والسلعة؟ الجنة، فتبايعوا، فقال ابن رواحة: {يا رسول الله! ماذا تريد منا؟
قال: أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأطفالكم وأموالكم، قال: فما لنا إن فعلنا ذلك؟ قال: لكم الجنة، قال ابن رواحة: ربح البيع، والله لا نقيل ولا نستقيل ثم قام من المجلس} فقال ابن القيم: والبيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإذا تفرقا، فقد وجب البيع.
أليس هذا أرقى علوم التربية عند ابن القيم؟ أما كان بالأولى أن تدرَّس كتب ابن القيم في الجامعات والمؤسسات والمدارس والندوات والأمسيات، ولا تدرس خزعبلات ديكارت وكانت، وكل عميل متزندق ملحد! إنها {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور:٤٠].
أحد الحاقدين من القبوريين المبتدعة النبهاني، يقول: كتب ابن تيمية وابن القيم ما لقيت رواجاً في الأوساط لسوء نيات أصحابها، فتصدى له الألوسي، وقال: كذبت يا عدو الله، أما كتب ابن تيمية وابن القيم فهي الذهب الإبريز، والعسل المصفى، أما كتبك وكتب أشياخك فتصلح لأن تكون مخابئ الأحذية ومخالي يوضع فيها الشعير للحمير.
هذا هو الأصل: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [الرعد:١٧].
والشاهد: تربيته صلى الله عليه وسلم أصحابه على الشجاعة، ليس كـ النصرانية يقولون: من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر، احتقار العبيد سلوك البربر! والتربية عنده صلى الله عليه وسلم شجاعة في موضع الشجاعة، وحلم في موضع الحلم، وحزم في موضع الحزم، وخلق في موضع الخلق.