انتشر في الوقت الحاضر إحضار الأطفال إلى المساجد؛ مما يؤدي إلى إزعاج المصلين، نرجو منك نصيحة في ذلك؟
الجواب
انتشر بين العوام حديث:{جنبوا مساجدكم صبيانكم} وهذا لا يصح، والرسول صلى الله عليه وسلم أحضر كثيراً من الصبيان إلى المسجد، ففي الصحيحين من حديث أبي قتادة {أنه صلى الله عليه وسلم كان يحمل أمامة بنت زينب ويصلي فكان إذا سجد وضعها وإذا قام رفعها} ذاك المعلم الكبير صلى الله عليه وسلم، فقضية إلغاء حضور الأطفال إلى المساجد ليست واردة، وحديث أبي بصرة عند النسائي قال:{صلى بنا صلى الله عليه وسلم إما صلاة الظهر أو صلاة العصر فلما سلم قال: أيها الناس: لعلي أطلت عليكم} يعتذر في السجود، وبعض الناس يطول في الناس حتى يقرءون السور، والتحيات وهم وقوف ويسبحون ويستغفرون ويتوبون كأنها صلاة الكسوف ثم إذا قالوا: أطلت قال: أنتم لا تعرفون الإسلام، فها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يعتذر من تطويل سجدة واحدة ويقول:{لعلي أطلت عليكم، إن ابني هذا ارتحلني آنفاً فكرهت أن أوذيه فمكثت حتى نزل} يا للطف حتى في الفرائض! {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم:٤].
لكن الأمر إذا انتقل إلى أن يحول المسجد إلى روضة أطفال أو ملعب كرة فهذا حرام، لأن هذا مسجد فيه خشوع ودموع وابتهال وقربى وزلفى من الله، أما أن يأتي الأطفال كلما أعجز امرأةً طفلها وآذاها في كسر الفناجين وفي تخريب العملة نقلته إلى المسجد فنقول: لا والله، اتق الله في مساجد المسلمين، عليكِ بابنكِ وعليكَ أنتَ بابنك واحفظه في بيتك، ومع ذلك نقول: الأطفال ليسوا سواء، بعض الأطفال يكون عاقلاً لبيباً أريباً كـ الحسن كان في الخامسة من عمره يحفظ الأحاديث، وكبعض الشباب تراه متوقداً بالنور، وعمره في العشر السنوات أو السبع والثمان وهو أزكى وأعرف وأعلم بالله من الذين في الخمسين.