[إقبال يذم حضارة الغرب]
يقول محمد إقبال في (بال جبريل) في صـ١٠٨: لقد حان قرب نهاية العالم القديم الذي حوله المقامرون الغربيون إلى نادٍ للقمار.
يقول: العالم هذا أصبح عالماً للقمار، عالماً للأغنية، وللتهتك, وللمرأة، ولإشباع الغرائز، ليس فيهم إنسان يدعو للفضيلة إلا قليل، وليس لهم أصوات تسمع، وقد رأيت كتاباً أمريكيين يدعون إلى الفضيلة -صراحة- لكن ليس على أساس الإيمان، يدعون إلى حفظ العرض, ويدعون إلى الشرف، وإلى حفظ الوقت، أسماؤهم معروفة، لكنهم إذا اهتدوا إلى الإيمان كان هذا هو الأصل، وكان هذا هو الموجه، ولكن لله حكمة.
ويقول: (إن العلم إذا كان منحرفاً عن الفطرة السليمة ومزيفاً في أصله، فهو عندنا أعظم حجاب وأعظم حرمان، العلمانية، اللادينية علم ولكن بلا دين، يقول تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْأِيمَانَ} [الروم:٥٦] دين وإيمان، علم وإيمان، يقول أهل العلمنة: ما لله لله وما لقيصر لقيصر، ويقولون: صل في المسجد ولا تجرح شعور الآخرين.
أي: لا تأمر ولا تنهى، كن شيطاناً أخرس، يقولون: لا بأس على الإنسان إذا فرغ من عمله أن يصلي العيد والجمعة وليكون حبيباً عند هؤلاء المتطرفين، أي: يجاملهم حتى يكون حبيباً عند الناس الملتزمين, يعايدهم ويستسقي معهم، لكن الصلوات الخمس يضرب بها عرض الحائط.
فـ محمد إقبال يقول: (إن العلم إذا كان منحرفاً عن الفطرة السليمة ومزيفاً في أصله فهو عندنا أكبر حجاب وأعظم حرمان ونعوذ بالله من الحرمان:
إذا ما لم يزدك العلم خيراً فليتك ثم ليتك ما علمتا
وإن ألقاك فهمك في مغاوٍ فليتك ثم ليتك ما فهمتا
إذاً ما هو العلم؟ العلم أن تتصل بالله، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْأِيمَانَ} [الروم:٥٦] وقال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً} [الأنعام:١٢٢] أي: بالجهل {فَأَحْيَيْنَاهُ} [الأنعام:١٢٢] أي: بالعلم {وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} [الأنعام:١٢٢] بالبصيرة {كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام:١٢٢] وقال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان:٤٤] فهو ينادي إلى أن العلم بلا إيمان وبلا صلاة وبلا خير؛ إنما هو كفر بالله, ويعترض على مصطفى كمال أتاتورك , في رسالة ذكرها خليل الرحمن عبد الرحمن في كتابه: (إقبال وموقفه من الحضارة الغربية) يقول: كنت أؤمل فيك يا مصطفى كمال أتاتورك! أن تكون مجدداً, ولكنك أتيت مهداداً ومخرباً.
ولعن الله أتاتورك فهو الرجل الصنم كما سماه فلاسفة ومسلمو الأتراك، رجل أتى إلى تركيا وهي متدينة، الخلافة كانت في تركيا من بني العثمان، فأتى إليهم وحجب الناس عن المسجد، وأتى إلى امرأة مفتعلة فأنزلها في الميدان وشق حجابها أمام الجماهير فصفق له الناس، وبتر اللغة العربية ومزق المصحف أمام الناس, وكفر بالله رب العالمين، فتعثرت تركيا وأصيبت بضربة على الدماغ، وضربت في كيانها وفي عرضها وفي إيمانها، وأصبح هذا الرجل مجرماً على عباد الله إلى يوم الدين، وأصبح صنماً يعبد من دون الله، وصفق له العلمانيون في العالم العربي, وعلى رأسهم المجرم المتهالك المعتوه بورقيبة، وقد أصبح الآن لا يدري أين يمينه من شماله، وقد أدخل العلمنة مع سوهارتو، في إندونيسيا، وحسيبهم الله عز وجل, وقد انتشرت بأذيالها وأفراخها وسمومها، وحقرائها الذين ينشرونها في الجامعات وفي كل مكان، ولكن عسى الله أن يصدهم بجيل من أمثالكم، وبموكب كريم منكم، يا متوضئون ويا متطهرون! ويا أبطال الدعوة وحفاظ الرسالة!
قوم أبوهم سنان حين تندبهم طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا
لو كان يُقعد فوق الشمس من كرم قوم بآبائهم أو مجدهم قعدوا
محسَّدون على ما كان من نعم لا ينزع الله منهم ماله حسدوا