هو أبو الحسن علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحد السابقين إلى الإسلام، بل هو أسبق فتىً في تاريخ الدعوة المحمدية إلى رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم، كفر أبوه بالله العظيم وأبى أن يقول لا إله إلا الله، وأتى عليٌ رضي الله عنه وأرضاه فانطلقت لسانه بلا إله إلا الله {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ}[آل عمران:٢٧] فخرج علي رضي الله عنه من صلب أبي طالب الكافر الذي أبى أن يقول لا إله إلا الله.
مات أبوه فأتى عليٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! الشيخ الضال قد مات فماذا أفعل به؟ لم يقل أبي؛ لأنه لا يتشرف بأبوة كافر، ولم يقل: أبو طالب لأنه لا يكنى مثله لأن التكنية مدحٌ وتبجيل.
أكنيه حين أناديه لأكرمه ولا ألقبه والسوءة اللقبُ
ولكن قال الشيخ الضال، فأمره صلى الله عليه وسلم أن يواريه بالتراب، لا غسل، ولا تكفين، ولا صلاة، ولا تشييع، ولا استغفار، لأن مصيره سيء.
أما علي رضي الله عنه فبقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يرضع من ثدي النبوة، ويسمع الحكمة ويلقنها للناس.