هل الأناشيد التي تسمى بالأناشيد الإسلامية من العلم الأصيل أم من العلم الدخيل؟ وما هي الأناشيد التي نستطيع أن نقول إنها أناشيد إسلامية؟ هل هي تلك التي تقرب القلب من طاعة الله عز وجل، أم تلك التي تقرب القلب إلى القسوة والبعد عن طاعة الله؟
الجواب
لو علمت أنك ستسأل عن هذا السؤال لقلت: إن هناك علماً أصيلاً وعلماً دخيلاً وعلماً بينهما، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، فالعلم الأصيل وجبة غذاء, وأما مثل الأناشيد فهي مشهيات أو ملهيات، فما أستطيع أن أضمها إلى الأصيل ولا إلى الدخيل، لأني إذا ضممتها إلى الأصيل لا بد أن يكون فيها نفع ومقصد وثمرة، وإن ضممتها إلى الدخيل فإنه يكون فيها ضرر وبهت وإسراف وضياع، فالأناشيد بحسب النية، لكن لا بد من التحرز منها، أما الأناشيد الإسلامية التي تدعو إلى مكارم الأخلاق, ولا تصحب بعزف, ولا ناي, ولا طبل، ولا تأنث، فهذه جيدة.
وأما الأناشيد التي تدعوا إلى الغزل, وإلى السخف, وإلى الفحش أو صاحبها آلة لهو فهذه نضمها إلى العلم الدخيل، وأما الأناشيد في جانب الشعر, فيحفظ منها الشاهد والمثل، فهناك علوم قد لا تدخل يسميها صاحب الموافقات الشاطبي من ملح العلم، لأنه قسم العلم إلى ضروري, وإلى ملح, وإلى ضار؛ فهذا من المُلح.