للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الحق لا تحميه إلا القوة]

الثمرة الحادية عشرة: الحق لا تحميه إلا القوة، أي سلطة في الأرض، وأي مبدأ في الأرض لا تحميه قوة ينهار، الرسول صلى الله عليه وسلم ما أتى بمسبحة وبسواك فقط, وقال: يا أيها الناس! قولوا: لا إله إلا الله، لو قال هذا وسكت, لاعترضه أبو جهل وعبد الله بن أبي والجاهلية في أول الطريق، لكن حمل المصحف في يد والسيف في يد وأعلن على المنبر حالة الاستنفار والجهاد, وعقد الرايات لـ خالد بن الوليد ولـ عكرمة بن أبي جهل، ولـ عثمان بن أبي العاص، ولغيرهم كثير، من أجل أن ترتفع لا إله إلا الله بالقوة، يقولون: كان هناك أعرابي ذهب بامرأته يحج بها فلما أصبح يطوف بالبيت عرض فاسق ينظر إلى امرأته، قال الأعرابي: لا تنظر إلى المرأة، اتق الله! قال: وما بي من بأس أن أنظر لامرأتك هل آكلها بعيني، قال: لا تنظر إليها، قال: والله لأنظرنّ إليها، قال: انتظر قليلاً, فخرج من الحرم وأتى بسيف من الجراب كان في خرج وسله بجانبه وقال: يا عدو الله والذي لا إله إلا هو إن نظرت إليها ثانية لأقتلنك، فنكس رأسه، فقال الإعرابي في قصيدة طويلة:

تعدى الذئاب على من لا كلاب له وتتقي مربض المستأسد الضاري

وهذا أمر معلوم، الحق لا يحميه إلا قوة، ولا إله إلا الله لا يحميها إلا شباب محمد:

بلاد أعزتها جيوش محمد فما عذرها ألا تعز محمدا

من أعزنا بعد الله؟ جيوش الرسول صلى الله عليه وسلم وإلا ما كان لنا كيان في العالم ولا كان لنا ذكر ولا تاريخ ولا ثقافة فما حقنا إلا أن نعز دينه، ويقول زهير وقد أخطأ، في نصف البيت وأصاب في نصفه الآخر ويقول:

ومن لا يذود عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم

فالأخير جاهلي والأول صدق فيه (ومن لا يذود عن حوضه بسلاحه يهدم) إذاً هذا الدين الذي معنا لا يحميه إلا قوة ذخيرتها شباب محمد عليه الصلاة والسلام، وتحمل علم لا إله إلا الله، ألا ترى سيطرة الشعوب في العالم ما سيطرت إلا بالقوة، لا عبرة للاقتصاد في عالم القوة إذا قورن بعالم السلاح ولا عبرة في الإعلام، ولا عبرة في عدد السكان, فإن بريطانيا عضو دائم ممن تملك حق النقض (حق الفيتو) في مجلس الأمن، والهند أكثر منها ما يقارب سبعمائة مليون:

لكن عدد الحصى والرمل في تعدادهم فإذا حسبتهم وجدتهم أصفاراً

والعجيب أن القوة الآن بيد الكافر، دول النقض الخمس كلها كافرة، فهي التي تملك حق الفيتو، ومن مواثيق هيئة الأمم المتحدة، تجدون الرابع والخامس من المواثيق يقول: إذا اعتدت دولة كبرى من الدول الخمس على دولة صغيرة فلا يحق لدولة أخرى أن تتدخل، فـ الاتحاد السوفيتي لما اعتدى على أفغانستان؛ لأنها دولة من الخمس، لكن قصم الله ظهرهم من فوق سبع سماوات وقالوا: في البند الذي بعده وإذا تدخلت دولة صغرى تسندها دولة كبرى فلا يحق لأي دولة أن تتدخل، إسرائيل لما أسندتها أمريكا من تدخل؟! لا يستطيع أحد, وهذا ظلم وعدوان، وعلينا أن نعرف حقيقة أنه لا يمكن أن نحمي مسجداً أو نحمل مصحفاً إلا بقوة ونتربى على الجهاد.

وهذا هو الأمر المطلوب الذي يعرفه العقلاء من كل الناس.

<<  <  ج:
ص:  >  >>