ألا يتعارض مع ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لـ عائشة:{إن حيضتك ليست في يدك}؟
الجواب
نعم.
الحديث الذي ذكر الأخ حديث صحيح، قال لها صلى الله عليه وسلم:{ناوليني الخمرة, قالت: إني حائض, قال: إن حيضتك ليست في يدك} والخمرة كالسجادة يصلي عليها صلى الله عليه وسلم.
لكن هذا الحديث -بارك الله فيك- فيه احتمال, وإذا وجد الاحتمال بطل الاستدلال؛ فإن مسألة طهارة اليد ومس المصحف من عموم هذا الحديث ليست بواردة, وليست بأكيدة من النص, فعلينا أولاً أن نعود للنصوص لنجمعها, وهناك حديث عند أبي داود عن علي رضي الله عنه, وعلى فرض ضعف الحديث؛ فالأحوط ألا تقرب المصحف, أما أن نأخذ طهارة الحائض وطهارة يد الحائض من هذا؛ فلو كان الأمر كما قلت لترك الرسول صلى الله عليه وسلم لها المجال, ونقول: ما دامت يدك طاهرة, وجسمك طاهراً, فادخلي المسجد, وقد قال صلى الله عليه وسلم لـ أم سلمة لما توضأ معها واغتسل:{إن الماء لا يجنب} مع العلم أن الماء كاليد في وصول الجنابة إليه أو وصول حدث الحائض إليه, ولكم أن تعودوا إلى أهل العلم كسماحة الشيخ الوالد عبد العزيز بن باز وغيره من العلماء.
ولكن الذي أعرفه في المسألة أنه لا ينبغي لها أن تمس المصحف, احتياطاً لهذه الأحاديث، ولما ورد من آثار, ولها أن تقرأ القرآن غيباً.