إذا كنت لا ترى أنه من الضروريات أن تكون مستقيماً، متى تهتدي؟ ومتى تعود إلى الله عز وجل؟ وقف عليه الصلاة والسلام والحديث في صحيح البخاري فقال:{يا أيها الناس! إني أعطي بعض الناس لما أرى في قلوبهم من الهلع والطمع، وأدع آخرين؛ لما جعل الله في قلوبهم من الخير والإيمان، منهم عمرو بن تغلب، قال عمرو بن تغلب: والله ما أريد أن لي بكلمة رسول الله حمر النعم} بها الدنيا وما فيها قال الأنصار: غفر الله لرسول الله! أعطى قريشاً وتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم، فقال عليه الصلاة والسلام:{يا معشر الأنصار! ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتعودون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم، والله لما تعودون به إلى رحالكم، أفضل مما يعود به الناس، رحم الله الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار، الأنصار شعار والناس دثار} أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
وأكثر ما جعل الناس يعرضون عن المحاضرات والدروس والدعوة والتفقه في القرآن والسنة اشتغالهم بالدنيا، تجد بعضهم يحسن قيادة السيارة، لكن لا يحفظ الفاتحة جيداً، ولا يعرف سجود السهو، بعضهم يبني القصور ويشق الأنفاق، ويمد الجسور، وهو متخصص في علم الآلات، ولكنه لا يعرف من الدعوة ولا من الرسالة ولا من السنة شيئاً، فهو مغبون قال سبحانه:{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس:٥٨].
دخل عمر رضي الله عنه وأرضاه، فرأى إبل الصدقة في مسارحها، فقال له أحد الناس: صدق الله! هذا فضله ورحمته، قال عمر: [[كذبت، فضله ورحمته: العمل بتقوى الله على نور من الله، وترك معصية الله على نور من الله، قال سبحانه:{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس:٥٨]]] اسمع إلى أربعة أحاديث صحيحة في الدنيا وفي الآخرة، يقول عليه الصلاة والسلام:{لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافراً منها شربة ماء} ويقول عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح: {لأن أقول: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) أحب إلي مما طلعت عليه الشمس} يقول عليه الصلاة والسلام: {من قال: سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة} حديث صحيح، وقال عليه الصلاة والسلام في حديث رواه عبد الله بن بسر قال: جاء رجل فقال: {يا رسول الله! إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله}.
فأسأل الله لي ولكم التوفيق والهداية والسداد، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.