[اللمز والسخرية]
{يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ} [التوبة:٧٩] يلمزون الشباب، وهيئة الإذاعة البريطانية بين الفينة والأخرى ترشق علينا بالمتطرفين، وأستاذها مايكل هو من أصل أمريكي يهودي من دنفر من كلورادو وأظنه أزيل الآن، ولكن أتى بعده يهودي -إن مات عير فعير في الرباط- وهو الذي يتولى نشرة الأخبار.
ولذلك إذا قام شباب الصحوة يطالبون بحقوق في بعض الشعوب الإسلامية يقول: وقام بعض المتطرفين وضربوا بغازات مسيلة للدموع وبهراوات، شباب في تونس ما توا جوعاً وأرادوا الخبز فطردوا فقال: وقام بعض المتطرفين، حتى الذين يلاحقون الخبز وحتى من يطلب بيع الخيار، والسُكَّر متطرف!
وهذه مسئولية الصهيونية العالمية.
وأتى السذج في بلاد المسلمين فنقلوها، حتى إن كبير السن الذي عمره سبعون سنة كان يصلي ويصوم ولا زال يصلي ويصوم لكن من تموج الإعلام ومخلطات الإعلام أصبح بعضهم يعادي ابنه إذا تطوع، وقال: سوف تصبح متطرفاً! لا تقصر ثوبك كن وسطاً كذا لا تأخذ الدين بعروقه؛ لأن الدين هو أن تمشي حالك وتكون مناسباً، لا تجرح مشاعر الناس، أما أن تشدد في الدين، فلا أريد أن تتشدد في الدين صل مثل الناس واخرج مثل الناس واستمع الغناء والله غفور رحيم (ومع الخيل يا شقرا) (وحط رأسك مع الرءوس) وقد دخل هذا في أذهان العامة ممن يسمع إذاعة لندن، حتى العجائز عندنا، وذلك من عدم مصداقية الإعلام، وأصبحت العجوز تأخذ حبر قلم وتحطه على الإذاعة -إذاعة لندن- وهذا أمر معروف، والعجائز لا يسمعون الآن إلا إذاعة لندن، لم يعودوا يثقون إلا في هذه الإذاعات، فيسمعون ويثقون، ويقولون: هذا هو الخبر الصحيح، وتأتي العجوز في الصباح مع العجوز وكالة يونايتد برس، وتنشر عليها أخبار احتلال العراق والكويت، وتحلل تحليلاً سياسياً، وتقوم هي وإياها عن المشكلة وقد أنهتها والحمد لله.
فهؤلاء يلمزون ويسخرون، يقول سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة:٧٩] يقول أهل السنة: لا يسمى الله ساخراً، لكننا نطلق هذه الصفة بقيد، الله يسخر ممن يسخر منه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فماداموا يسخرون فالله يسخر منهم، يقول أبو الطيب المتنبي في رجل كان أبكم وأبو الطيب هذا فصيح وشاعر عجيب يملك الكلمة ويسير الحرف، وهو صاحب الأبيات التي يحفظها رعاة الغنم عندنا التي يقول:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم
وهو القائل في قصائده المشهورة:
تحملوا حملتكم كل ناجية فكل بين علي اليوم مؤتمن
إلى آخر ما قال لهذا الأبكم:
تعيرنا لأنا غير بكم وتهجونا لأنا غير عور
يقول: تعيرني وتسبني لأني غير أبكم، تريد أن أكون مثلك، وتسبني لأني غير أعور، تريد أن أكون أعور، وهذه مشهورة عند الناس وعند العرب، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ذكر أن هؤلاء فيهم صيغة اللمز، قال تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة:١] وهو الذي يهمز ويلمز، والهمز: تكسير الحاجب، وكم رأينا في مجلس من مجالس هؤلاء العلمانيين إذا دخل شاب عليه سيما الخير والصلاح والصدق مع الله عَزَّ وَجَلَ؛ غمز لأخيه في المجلس، انظر تفرج انظر للشكل رقم سبعة عشر، وهذا موجود، ونقول لهم:
ولو أني بليت بهاشمي خئولته بنو عبد المدان
لهان علي ما ألقى ولكن تعالوا فانظروا بمن ابتلاني
وأقول:
إن الشكل سبعة عشر هو الذي يفتح الدنيا إن شاء الله، وهم الذين كان منهم صلاح الدين الذي دمر الصليبيين، وفتح بيت المقدس، ومنهم قطز الذي دمر رءوس التتار، ومنهم أبو بكر الذي قاتل المرتدة، ومنهم طارق.
ولكن هؤلاء العلمانيين لما وقفوا أمام جولدا مائير فروا وتركوا أحذيتهم في سيناء، وكانت تضحك عليهم، وأرجوكم راجعوا مذكرات جولدا مائير وهي موجودة اسمها الحقد، وانظروا من صفحة مائة وثمانية وستين، تضحك علينا وتضحك على العرب؛ لأنها كانت تقود مليونين والعرب كانوا مائة مليون.
واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا نضجاً وقد عصر الزيتون والعنب