اعلم أن صلة الرحم من أعظم الأعمال، قال سبحانه:{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}[محمد:٢٢ - ٢٣] قال عليه الصلاة والسلام: {لما خلق الله الرحم تعلقت بالعرش قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: نعم.
قال: فذانك لك} قال عليه الصلاة والسلام في الصحيح: {لا يدخل الجنة قاطع}.
ومما اشتهر من قطيعة الرحم: حرمان القريبة الوارثة ميراثها، الأخت، العمة، البنت، بعض الناس يحرمونها الميراث، ومنهم من يقطعها الزيارة، ومنهم من لا يزورها ولا يسلم عليها، ولا ينفق عليها إذا احتاجت، هذه من المسائل، ولعل في الأسئلة ولخوف الإطالة ما يكون تكملة لهذه الرسالة التي بعنوان:(رسالتي إلى أهل البادية) وعذراً إن كان الأمر مفهوماً أو أن كثيراً من المصطلحات محصلة، فإنني أعرف أين يتجه هذا الشريط وإلى أين يذهب ومن أكلم، ومن عندي يزدادون -إن شاء الله- بصيرة إلى بصائرهم، ويتذكرون معلوماتهم، ولعل في الإيرادات ما يكون سداً للخلل الذي وقع، فإن أصبت فمن الواحد الأحد، وإن أخطأت فمن الشيطان ومن نفسي وأستغفر الله العلي العظيم.
فإن تجد عيباً فسد الخللا فجل من لا عيب فيه وعلا
إن السلام وإن أهداه مرسله وزاده رونقاً منه وتحسينا
لم يبلغ العشر من قول يبلغه أذن الأحبة أفواه المحبينا
آخيتمونا على حب الإله وما كان الحطام شريكاً في تآخينا
اللهم اجمع بيننا وبين هؤلاء الصلحاء في دار الكرامة في مقعد صدق عند مليك مقتدر، تحيتي مع هذا الشريط لكل مسلم ومسلمة وأطلب منهم الدعاء بظهر الغيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.