قال بعضهم: الملائكة أفضل لأنهم أقرب إلى الله، ولأن الله رفع أمكنتهم، ولم يجعل لهم شهوات، فإنهم عقول بلا شهوات، وابن آدم شهوة وعقل، والحيوان شهوة بلا عقل.
ومنها: أنهم يسبحون الليل والنهار لا يفترون، وكل من في السماء من الملائكة سجود إلى قيام الساعة:
ففي سماء راكعون، وسماء يسبحون، وسماء يحفون بالعرش، وهناك ملائكة لهم اختصاصات عجيبة مجالها في موضوع الحديث عن الملائكة.
واستدلوا بأدلة منها:
"أنهم يستغفرون لمن في الأرض" والفاضل يستغفر للمفضول، وليس العكس.
وقال قوم: بل بنو آدم أفضل -يعني الصالحين- لأنهم ركبت فيهم الشهوة وصارعوها، يعني الصالحين، أما الكفرة فلا يوازون بالحمير، أو الخنازير، أو الكلاب، فإنهم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً.
والصحيح كما يقول ابن تيمية: العبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات, أما في الدنيا فالملائكة أفضل لأنهم أقرب إلى الله، ولأنهم لا يذنبون أو يخطئون ولا يعصون الله، وأما في الآخرة، إذا قرّب الله بني آدم وأدخلهم الجنة - نسأل الله من فضله - أصبحوا أفضل من الملائكة.
وهذا الكلام عجيب:
بالله لفظك هذا سال من عسل أم قد صببت على أفواهنا العسلا