أخي الكريم: تعود الناس في مثل هذه اللقاءات على سؤال تقليدي معروف؛ ألا وهو أن يقدم من نلتقي به نفسه لإخوانه، وكان من المفروض أن نقدمك نحن، لكن نرجو أن تقدم أنت نفسك جزاك الله خيراً؟
القرني:
في البداية: أحمد المولى تبارك وتعالى على أن جمعنا في هذا المكان الطيب العطر بوجودكم، وأسأله سُبحَانَهُ وَتَعَالى وهو رب جبريل وميكائيل وإسرافيل, فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، وهو الذي يحكم بين عباده أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه, إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
وأشكر تسجيلات السرة بـ الكويت على إجراء هذا اللقاء، علَّ الله أن ينفع به، وأن يجعله في ميزان الحسنات، ثم أشكر فضيلة الدكتور والأديب الشاعر عبد الرحمن بن صالح العشماوي على أن التقى بي وأسمع إخوانه وأحبابه صوته من خلال هذا اللقاء.
وتقديم النفس وارد شرعاً ومطلوب عقلاً وممنوح طبعاً، وقد قدم الله نفسه للعالمين، كما قال أحد الفضلاء في قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالى لموسى في أول لقاء {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا}[طه:١٤].
وكان عليه الصلاة والسلام يقدم الوفود بأسمائهم، وعند الترمذي بسند فيه نظر:{إذا عرف أحدكم أخاه فليسأله عن اسمه وعن نسبه، فإنه أصل المودة} وعند مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {من القوم؟ قالوا: ربيعة، قال: مرحباً بالقوم غير خزايا ولا ندامى} وكما في شريف أدبكم يقول العزي:
أحادث ضيفي قبل إنزال رحله ويخصب عندي والمكان جديب
فلا بد من تقديم ولو أنه مكرر، ولكن لعل أن يكون فيه شيء من الفائدة:
أخوكم في الله: عائض بن عبد الله القرني، من مواليد عام (١٣٧٩هـ) في بلادي بالقرن، ودرست في الابتدائية بمدرسة آل سليمان، ثم المعهد العلمي بـ الرياض وأبها، ثم كلية أصول الدين، ثم حضرت الماجستير في البدعة وأثرها في الدراية والرواية بجامعة الإمام، وها أنا على مشارف إنهائي -إن شاء الله- لرسالة الدكتوراه، والتي هي تحقيق لكتاب المفهم بشرح صحيح مسلم للقرطبي.