قال ابن قتيبة: مر شيخ كبير من بني غفار عليه لحية بيضاء على صدره -والعرب كان فاجرهم ومؤمنهم، قويهم وضعيفهم لا يعتدون على لحاهم، مر هذا الشيخ وإذا شباب يلعبون في الطريق، فقال أحد الأطفال: يا عم! من الذي باعك هذا القوس؟ -يعني: هذه اللحية كالقوس على صدرك ممن اشتريتها؟ - فدمعت عينا الشيخ، وقال: يا بني! هذه اللحية أعطانيها الدهر بلا ثمن، وسوف يعطيك شيباً مثلها.
أي: اصبر وسوف تجد مثلها، ولذلك قال الصالحون:"من حفظ الله في الشباب حفظه في الهرم".
وقد قال عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه:{احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرَّف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف}.