[تبليغ الدين للبشرية]
أنتم أبناء الذين حملوا الإيمان للبشرية، إن البشرية لا تنتظر منا صناعة، فلقد بلغوا من الصناعة ما بلغوا، بنوا لنا هذه الصالات، وقدموا لنا هذه الماسات وهذه الطاقات وهذه الخدمات، فهم شهدوا وتفوقوا في الشهود.
منهم أخذنا العود والسيجارة وما عرفنا نصنع السيارة
من دمر العمال في بولندا ومن أتى بالرق في يوغندا
من دمر البيوت في نزاكي من ضرب اليونان بالأتراك
من الذي ناصر إسرائيلا حتى تصب عنفها الوبيلا
إنهم ينتظرون منا إيماناً ينقذون به أنفسهم من النار، يقول كريسي موريسون الأمريكي، في كتاب الإنسان لا يقوم وحده: يا أيها المسلمون! لقد قدمنا لكم ملاذ الحياة، البرادة والسخانة والثلاجة، ولكنكم ما قدمتم لنا غذاء الروح الذي هو الإيمان، وقفت البشرية وجربت نفسها وأحرقت أوراقها في الساحة، فما وجدت لها منقذاً إلا الله الواحد الأحد.
قال ابن تيمية: أرض لا تشرق عليها شمس الرسالة فهي أرض ملعونة، وقلب لا يشرق عليه شمس هذا الدين فهو قلب مغضوب عليه، ومن اعتقد أنه سوف يهتدي بهدىً غير هدى الله الذي أرسل به محمداً عليه الصلاة والسلام فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين كائناً من كان، لأن معناه أنه يخالف العقل والنقل والحس والعادة، فلا والله ليس هناك منقذ إلا الإيمان، تحملونه رسالة، فإن علومنا هذه رسائل، وغايتنا أن نرفع لا إله إلا الله محمد رسول الله في الأرض.
ولقد جربت الساحة المذاهب الضالة، كان تيتو في يوغسلافيا يريد أن يبعث بعثاً جديداً في العالم ويكون رئيسهم، فسحق لأنه ضال، وأحرق الشباب في أتون الحرب، وأتى هتلر قبله النازي المجرم، فذبح الناس بالحديد والنار؛ لأنه لا يريد بقاء الإنسان وحياة الإنسان.
قالوا هم البشر الأرقى وما أكلوا شيئاً كما أكلوا الإنسان أو شربوا
هم القتلة، ولذلك نظموا منظمة اليونسكو وقالوا: لحفظ حقوق الإنسان، قاتلكم الله، أتحفظون حقوق الإنسان وأنتم الذين ضيعتم حقوق الإنسان؟! والله لا يحفظ حقوق الإنسان إلا الجندي المسلم يوم يملأ قلبه بالإيمان.
أفريقيا تسحق، أفغانستان تسحق، فلسطين تسحق، وإذا قتل كلب في أمريكا احتجوا وعقدوا مجلس الأمن أو هيئة الأمم المتحدة.
أنتم الأمة الخالدة، إنقاذ العالم على أيديكم لكن بشرط أن تتقوا الواحد الأحد.
المعاصي تسحقنا وتدمرنا وتؤخرنا، وتطمس ذكاءنا وفهمنا ومعارفنا.
يا أمة في عمرها لم تحي إلا بالجهاد
كفرت بمجلس أمن من نصب المنايا للعباد
القاتلو الإنسان خابوا مالهم إلا الرماد
جثث البرايا منهمو في كل رابية وواد
إن حياة الإنسان مرهونة بكم، ولكن أنتم مرهونون بالإيمان.