للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[كيفية الخلاص من قرناء السوء]

السؤال

فضيلة الشيخ: إني أحبك في الله، إذا أتى أحدٌ من جلساء السوء يريد أن يجالسني ويسبب لي المشاكل، فماذا أفعل؟ هل أبتعد عنه؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.

الجواب

أنت أخبر بظرفك، فإذا جاءك جليس، وكان من المناسب وترى في نفسك أن تدعوه إلى الله عزَّ وجلَّ فلا تذهب، وعليك باللين والمصابرة علَّ الله عزَّ وجلَّ أن يهديه على يديك، فلا تظن أن الله طبع على قلوب الناس فلا يهتدون! فإن الله هدى أهل الضلالة وكثيراً من المشركين، وقد عبدوا الأصنام وزنَوا وبغَوا في الأرض وأفسدوا فيها كل الفساد، فأنت لا تتصور أن الله طبع على قلوب الناس؛ لكن تجلس وتحاول أن تؤثرفيه.

أما إذا جربت حالك معه، وأيست منه، فعليك أن تتهرب منه؛ لكن ليس بمقابلة الجفاء، إذا جلس تقوم مباشرة، أو إذا صافحك تسحب يدك، فالرسول صلى الله عليه وسلم ما كانت معاملته مع الناس هكذا: {وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:١٥٩] والله يقول: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:٤] صافح الكفار، وصافح اليهود، والمنافقين عليه الصلاة والسلام ودعاهم.

فاللين مطلوب، يقول سبحانه وتعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} [البقرة:٨٣] فعليك أن تحسن من خلقك بالبسمة وباللين؛ لكن الموادَّة شيء آخر، فلا تواده، ولا تحبه، أو تصانعه، أو تجامله، أو تزوره:

لكن إذا بُليتَ به فكن كأنك لَمْ تسمعْ ولَمْ يَقُلِ

حتى يجمِّل الله ويسد الحال.

<<  <  ج:
ص:  >  >>