للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من دسائس الرافضة في التاريخ]

أما دسائسهم في التاريخ، فإن أبا لؤلؤة المجوسي جدهم الأكبر، الذي يترضون عنه في كتبهم، هو قاتل عمر رضي الله عنه وأرضاه، والذي قدم أكبر جريمة في تاريخ الإسلام، يوم قدم بالحقد والموت، وسمَّ خنجره، وقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه.

مولى المغيرة لا جابتك جابيةٌ من رحمة الله ما جادت غواديها

فلما سقط عمر رضي الله عنه حمله الصحابة، وعلموا أن هذا تدبيرٌ من المجوسية التي تعادي أتباع الرسل عليهم لصلاة والسلام، قال أنس: [[لما قتل عمر رضي الله عنه وأرضاه، ظننا أن القيامة قامت]] وقال علي بن أبي طالب، أبو الحسن الذي نحبه ونتولاه، ونعتقد أن حبه من أوثق عرى الدين، لا كما يزعمون، فإنهم أعداؤه، والمتخلفون عنه، والمخالفون له، دخل على عمر رضي الله عنه وأرضاه، فبكى علي طويلاً وعمر مطعون وقال: [[رضي الله عنك وأرضاك، والله لطالما سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر، فأسأل الله أن يحشرك مع صاحبيك]] ثم قال له: [[والله ما أريد أن ألقى الله في عمل عاملٍ إلا كعملك الذي تلقى الله به]] وقال بعد أن توفي عمر: [كفنت شهادة الإسلام في أكفان عمر]].

وثبت عن علي رضي الله عنه وأرضاه في الصحيح أنه قال: [[من فضلني على أبي بكر وعمر، لأجلدنه حد المفتري؛ ثمانين جلدة]] وهم الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه وأرضاه.

فمؤسس مذهبهم، وزعيم نحلتهم عبد الله بن سبأ، هو الذي دبر قتلة عثمان، وقد قتلوه وهو صائم، وهو يقرأ القرآن، فضربوه بالسيف رضي الله عنه وأرضاه، فنزل دم الشهادة من جبينه -الدم الزاكي، الدم الطاهر، دم العبادة والزهد- على المصحف، ووقع على قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة:١٣٧].

قتلوه وهو صائم في أشهرٍ حرم:

ضحوا بأشمط عنوان السجود له يقطع الليل تسبيحاً وقرآنا

ومن دسائسهم كما يقول ابن كثير، أن ابن العلقمي وهو الرافضي الخبيث المجرم، مهد لـ جنكيز خان قائد المغول التتر، وأدخله بغداد، وأخذ ابن العلقمي يخرج اليهود والنصارى لئلا يقتلوا، ويقدم أهل السنة إلى القتل، حتى استباح المغول بغداد ثمانية أيام، فقتلوا فيها ثمانمائة ألف، في كل يومٍ مائة ألف، وقتلوا الخليفة، وهدموا المساجد، وأحرقوا المصاحف، وقالوا: هذه المصاحف كتبها الزبير وطلحة، وما نزل بها جبريل عليه السلام.

ومن دسائسهم في التاريخ: أنهم قدموا السفن -كما قال المؤرخون- للصليبين في قبرص، وفي الساحل، وفي عكا، لما نازلهم صلاح الدين الأيوبي، وقدموا الأطعمة، والأدوية، والماء، حتى هزمت ديار المسلمين، واستبيحت كرامتهم، وهدمت مساجدهم، ومزقت مصاحفهم.

ومن دسائسهم كذلك: أن فرقتهم الغالية، وهي التي انشقت من الإسماعيلية، قرينةً موسوية، التي تحكم نفسها في طهران وتبث سمومها، هذه فرقة القرامطة، استباحت بيت الله عز وجل، وقتلت الحجيج وأخذت الحجر الأسود، الذي بكت من أخذه الثكالى واليتامى والمرضعات في حجورهن، أخذوه على سبعة جمال، كل ما ركبوه على جملٍ أصيب الجمل بالجرب فمات، حتى وصلوا إلى القطيف، وبقي معهم ما يقارب العشرين سنة، وفي الأخير ضربوه بالفئوس حتى كسروا جزءاً منه، ثم أعادوه إلى المسجد الحرام.

ومن دسائسهم وهي فوق الحصر ما فعلته فرقة النصيرية في سوريا، التي قتلت المسلمين، واستباحت دماءهم، وذممهم، وأطفالهم، وأعراضهم، ووافقت الصهيونية العالمية، ومهدت لإسرائيل، وعاونتها، واستباحت ديار المسلمين، ثم يأتي موقفهم المخزي المشين من الجهاد الأفغاني، حينما ادَّعوا ظاهراً أنهم مع المجاهدين، وهم في الباطن مع الملحدين.

هم يفرشون لجيش البغي أعينهم ويدَّعون وثوباً قبل أن يثبوا

الحاكمون وواشنطن حكومتهم واللامعون وما شعوا وما ضربوا

لهم شموخ المثنى ظاهراً ولهم هوىً إلى بابك الخرمي ينتسب

وفي الآونة الأخيرة -كما حدثنا الثقاة- فصلوا بين إمدادات المجاهدين في الجنوب، وبين الجهاديين في الشمال، لئلا يجد المجاهدون إمدادات من بعدهم، ولا من خلفهم، فما كان من المجاهدين الأفغان إلا أن استعانوا بالله، ورأوا موعود الله، وعادوا إلى قرى الرافضة المجرمين فدمروها بالسلاح، ودكوها بالصواريخ، وجعلوها أثراً بعد عين، فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين.

ومواقفهم كثيرة، فهم صانعوا إسرائيل، ومدوا جسور الود في الخفاء معها، وصالحوا أمريكا، وأخذوا السلاح منها، وهدموا بها مدن الإسلام وأطفال المسلمين، ولذلك يقول ابن تيمية رحمه الله: " دين الرافضة خليط، شابه اليهودية في الغلو، والمجوسية في عداوتهم لأتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام، وشابه النصرانية في الجهل ": {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور:٤٠].

وهذا الكلام لابد منه؛ لأنهم يدَّعون الإخاء معنا، ويريدونه بألسنتهم، ولكنهم يشهدون الله على ما في قلوبهم من بغض:

فإما أن تكون أخي بصدقٍ فأعرف منك غثي من سميني

وإلا فاطرحني واتخذني عدواً أتقيك وتتقيني

فإني لو تخالفني شمالي ببغضٍ ما وصلت بها يميني

إذاً لقطعتها ولقلت بيني كذلك أجتوي من يجتويني

وآخر ما قدموه من مسرحياتهم الحاقدة الفاجرة ما فعلوه بالحجاج الذين أتوا شيوخاً وأطفالاً ونساءً محرمين ملبين، ينادون بالتوحيد لله، قد تجردوا من كل شيء.

أتوا إلى مهبط الوحي وإلى مهوى أفئدة المسلمين الذين أجابوا داعي الله إبراهيم عليه السلام بقوله: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [إبراهيم:٣٧] فلما أتى الحجاج ملبين من كل فجٍ عميق، أتوا هناك وأحرموا، وتجردوا، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {أن الله عز وجل، يتجلى للحجيج يوم عرفة، فيقول: يا ملائكتي! انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً ضاحين، أشهدكم أني غفرت لهم} فحرمة الحاج أعظم من كل حرمه، خاصةً في الشهر الحرام، في البلد الحرام، في اليوم الحرام، وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم، أنه قال: {إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، لا يختلى خلاها، ولا يعضد شوكها، ولا ينفر صيدها، فمن استحلها فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}.

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا} وقد وقصت أعرابياً ناقته فمات؛ فقال صلى الله عليه وسلم: {غسلوه بماء وسدر، وكفنوه في إحرامه، ولا تغطوا رأسه ولا وجهه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً} أي: يقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.

فما بعد استحلالهم هذا المكان في هذا الشهر، في هذه الأيام فرصةٌ للمصالحة، كيف ونحن نتولى أئمة الإسلام، وخلفاء المسلمين، والصحابة وهم يلعنونهم، وكيف ونحن نتعبد الله بالقرآن وهم يذمونه ويدعون نقصانه؟ كيف ونحن نتبع محمداً صلى الله عليه وسلم، وهم يتبعون أئمتهم؟ بالله، وايم الله، لقد ذكروا أئمتهم يوم عرفات في هذا الحج المنصرم أكثر مما ذكروا الله وهذه عبادة لغير الله: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ} [الجاثية:٢٣].

أما موقفنا السليم معهم، وواجبنا هو شيءٌ أعظم من التنديد والشجب، والاستنكار؛ لأن هذا لا يغني في مصيرنا ولا في مسيرتنا ولا في مستقبلنا.

أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>