مارأيك في إطلاق مسمى الصحوة الآن في وقتنا الحاضر مع العلم أن مسمى الصحوة أو مفهومها بأن يكون الإسلام مطبقاً في جميع المجالات؟
الجواب
الصحوة سميت مصطلح بين الناس، ولا مشاحة في المصطلحات فإن لكل عصر مصطلحاً، وله أن يؤخذ إذا كان فيه خير ولم يتعارض مع مصطلحات الكتاب والسنة، فمثلاً: لفظ "العقيدة" ما ورد عند السلف الصالح ولا في الكتاب ولا السنة أن العقيدة بمعنى التوحيد، وإنما ورد:{بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ}[المائدة:٨٩] لكن العقيدة اصطلح عليها فأخذ، مثل اطلاق الحال على حال الإنسان، والمقام على مقامه في علم القلوب، فلا مشاحة في المصطلح، فتسمية الصحوة لا بأس بها.
أما ما يعني الأخ أن لا نسميها صحوة حتى يستيقظ الناس جميعاً ويكون الناس متجهين إلى الله مطلقاً، ولا يكون فيهم متخلف فهذا ليس بحاصل حتى في عصر الرسول عليه الصلاة والسلام، يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى:{وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}[سبأ:١٣]{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}[يوسف:١٠٣] فالقليل دائماً هو الخير، ولذلك ذكر عن عمر أنه نزل إلى السوق فسمع أعرابياً يقول: اللهم اجعلني من عبادك القليل، قال ثكلتك أمك ما هذا الدعاء، قال: دعاء دعوت به، يقول الله عز وجل:{وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}[سبأ:١٣] فقلت: اجعلني من عبادك القليل، قال عمر: كل الناس أفقه منك يا عمر، فعلم أن القلة دائماً هي الموجهة، فأما أن نتحرى حتى ينطبق جميع الناس على الهداية فلا يتحصل، المنافقون وجدوا في عصره صلى الله عليه وسلم، واليهودية والنصرانية والمشركون حتى تجد سورة البقرة كلها نسف وإبادة لبني إسرائيل، إذا سمعت سورة البقرة في التراويح: يا بني إسرائيل! يا بني إسرائيل! لأنها تصفيهم لأنهم وجدوا في عصره صلى الله عليه وسلم، ثم تجد المنافقين، ثم المشركين، ثم اليهود، ثم النصارى أهل الكتاب، فلا بأس أن يطلق صحوة لأنه وجد أناس يقومون بالصحوة.