أعظم حديث لأهل الشام يرويه أبو ذر، وما أعلم في الأحاديث النبوية أكثر تأثيراً من هذا الحديث، رواه مسلم والإمام أحمد والترمذي، وهو قوله عليه الصلاة والسلام:{يقول الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: يا عبادي! إني حرمت على نفسي الظلم وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي! إنكم تذنبون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي! كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي! كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي! إنكم تذنبون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته؛ ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومن إلا نفسه} يكفينا شرفاً أن راوي هذا الحديث أبو ذر، كان إذا حدث يقوم على ركبه، من جلالة الحديث، هذا الحديث حديث قدسي رائع يصل إلى القلوب، وكان الراوي عنه أبو مسلم الخولاني، أو أبو إدريس وهو الصحيح؛ يجثو على ركبتيه إذا أراد أن يحدث.
قال الإمام أحمد: ليس لأهل الشام أشرف من هذا الحديث، حديث شريف عظيم، يرويه أبو ذر للناس، وكان إذا أراد أن يستفتح خطبته يقوم على ركبه , ويذكره للناس، ويرسله للقلوب، ويحيي به الأرواح.