أخي الشيخ: بعد التحية والسلام، هل التباكي خلال الصلاة من النفاق؟ أرجو أن توضح لنا ذلك؟
الجواب
الله أعلم بنيتك، {إنما الأعمال بالنيات} والله هو الذي يطَّلع على الضمائر والقلوب، فإن القلوب مكان نظر الرب تبارك وتعالى، فالله أعلم، فإن تباكيت لله عزَّ وجلَّ في صلاتك فلك ذلك؛ لكن بشرط ألا تخرج بعض الحروف أو لا تشوش على الناس، أو لا تقطع قراءتك إلا من بكاء لا بد منه، أما التباكي خارج الصلاة فوارد، ولك إذا قرأتَ القرآن ولم يأتك بكاء أن تتباكى؛ لكن لا تقصد بالبكاء غير وجه الله سبحانه وتعالى.
أُثر عن الحسن البصري في ترجمته: أن رجلاً بكى في مجلسه، فقال الحسن: والله ليسألنك الله يوم القيامة عن هذا البكاء، أقصدتَ به وجهه أم لا.
فالله الله في قصد الله في العمل، وأكثر ما يدخل الرياء والنفاق ومصانعة الناس من طريق البكاء؛ لأن الواحد قد يبكي ليظهر للناس أنه خاشع، وقلبه ليس بخاشع، فلا تبكِ إلا إذا غلبك البكاء، وإذا كنت وحدك فحاول أن تتباكى أو تبكي؛ لحديث:{ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه} قال: خالياً؛ لأنه أصدق وأخلص.