للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[منكرات يقع فيها بعض الشباب]

بقي هناك مسألة، وهي أن هؤلاء -صراحة- قد لا يوفقون بالصحبة الحسنة من بيوتهم ولا في مجتمعاتهم، فيبقون بعيدين، حتى لا يتصورون الوعي الموجود، ولا الصحوة والمحاضرات، ولا الدروس، فتجد بعضهم كأنه في عالم آخر، قد تجرى أحياناً أسئلة في بعض اللقاءات كبعض المعاهد وبعض المستويات وبعض المؤسسات فتسأل: كم في البلد من دروس؟ فلا يجيبك أحد، ولا يدرون، تعرف للداعية الفلاني اسم شريط، قال: لا أعرف شريطاً له، ما هي الكتب التي تعرفها لـ أهل السنة والجماعة؟، قال: ولا كتاب! فهذا دليل على أنهم يعيشون في عالم آخر، وأنهم قد عزلوا ببرمجة خاصة من اللهو والضياع حتى وصلوا إلى هذا المستوى، فإذا بصروا وعلموا فسوف تراهم إن شاء الله مقبلين على الله عز وجل إقبالاً طيباً مباركاً.

عند هؤلاء الشباب صور ضياع، وكلنا -نحن وإياهم- مقصرون، أنا لا أزكي نفسي، ولا أزكي أحداً على الله، ونحن وإياهم تحت رحمة أرحم الراحمين، نسأل الله أن يرحمنا وإياهم، وأن يتوب علينا وعليهم، وأن يردنا وإياهم رداً جميلاً، وأن يسترنا ويحفظنا وأن يهدينا ويتولانا.

ونشفق عليهم، وإلا فما الداعي لهذا الكلام؟ كان بإمكاني أن أوجه مسار الحديث لدرس في التفسير، أو في الحديث، أو في الفقه، أو قضية اجتماعية، أنا أعرف أنهم طبقة هائلة، إذا حضر هنا ستة آلاف يحضر في مباراة الكرة على الأقل ستون ألفاً، ويسمون هذا (اجتماعاً طبيعياً!) طبيعي أن يجتمع ستون ألفاً، وليس لك أن تنكر بقلبك؛ لأنه أصبح مع طول الأزمان اجتماعاً طبيعياً، بل منهم من يحجز مكانه من أيام، ولهم بطاقات دخول وخروج، وآداب في التشجيع، ومشاركات وحماسات وغير ذلك.

<<  <  ج:
ص:  >  >>