[حال حديث: توسلوا بجاهي]
{توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم} هذا الحديث لا أصل له، نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة فقال: لا أصل له.
وهذا طريق للمبتدعة، فيتوسلون بجاهه عليه الصلاة والسلام، ويتوسلون بمشائخهم وبالأولياء في الأضرحة كـ السيدة زينب وأحمد البدوي والجيلاني.
وهؤلاء إذا قلت لهم: ما لكم؟ هذا شرك.
قالوا: لا، نحن نريد البركة فقط، ونحن لا نعبد إلا الله، وهؤلاء حالهم مثل المشركين، قالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر:٣] قال لهم صلى الله عليه وسلم: لا تعبدوا الأصنام، قالوا: نحن لا نعبد الأصنام ولا نسجد لها ولكن نتقرب بها إلى الله.
وهذا مثل من يطوف بضريح الحسين والسيدة زينب وأحمد البدوي والجيلاني وأمثالهم في العالم الإسلامي، هؤلاء تماماً مثل من قال: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر:٣] {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً} [الفرقان:٣].
واسمحوا لي الآن -عفا الله عنكم- أن أقرأ عليكم كلمة مفيدة للشيخ العظيم شيخ الإسلام ابن تيمية في هذه المسألة وهي مفيدة جداً يقول: والأحاديث الواردة في التوسل به صلى الله عليه وسلم تنقسم إلى قسمين: صحيح وضعيف، أما الصحيح فلا دليل فيه البتة على أنه توسل بذات أو بجاه النبي صلى الله عليه وسلم مثل توسلهم به صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء وتوسل الأعمى به صلى الله عليه وسلم؛ فإنه توسل بدعائه لا بجاهه ولا بذاته صلى الله عليه وسلم، ولما كان التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى غير ممكن، كان التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته غير ممكن وغير جائز.
وأحسن من كتب في هذا الموضوع هو شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه التوسل والوسيلة فلينتبه لذلك.
لك أن تقول: اللهم بحبي لك اغفر لي، اللهم بمتابعتي لرسولك عليه الصلاة والسلام ارحمني، اللهم ببري لوالدي اغفر لي، وهذا نص عليه صلى الله عليه وسلم في الحديث الثابت: {أن ثلاثة انطبقت عليهم الصخرة في الغار، فقام أحدهم يتوسل ببره بوالديه، والثاني، أن بنت عمه دعاها فلما تمكن منها تركها خوفاً من الله والثالث بأنه كان له أُجراء فأعطاهم حقهم إلا أجيراً فر ثم أعطاه حقه، فأزاح الله لهم الصخرة حتى خرجوا} فهؤلاء توسلوا إلى الله بأعمالهم الصالحة فهذا يصح، أما من يذهب إلى قبر صالح ويقول: يا أيها الرجل -وهو في قبره- اغفر لي، أو ادعو الله أن يغفر لي أو افعل بي كذا، كما فعل البرعي وهو شاعر يمني يجيد الشعر، ولكن سيء في العقيدة أتى إلى المسجد النبوي على صاحبه الصلاة والسلام فوقف عند قبر الرسول عليه الصلاة والسلام وقال:
يا رسول الله! يا من ذكره في نهار الحشر رمزاً ومقاما
فأقلني عثرتي يا سيدي في اكتساب بالذنب سبعين عاما
وهذا شرك وخطأ وابتداع.
ويقول البوصيري:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم
إن لم تكن في قيامي آخذ بيدي فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
وهذا شرك وابتداع.
ويقول أحدهم وهو ابن عربي الطائي فيما ينسب إليه -نسأل الله أن يعافينا مما ابتلاه به- يقول وهو واقف عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم؛ يقول في بيتين جميلين لكنه أساء في البيتين:
في حالة البعد نفسي كنت أرسلها تقبل الأرض عنكم وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
قال الخرافيون: فانشق القبر، ومد الرسول صلى الله عليه وسلم يده وقبلها وهذا كذب {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً} [الكهف:٥] وهذه القصة موجودة يذكرها مثل النبهاني وأمثاله من الخرافيين.