للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من علامة التوبة: حفظ الوقت]

أول علامات التوبة: أن تحفظ وقتك.

الصحابة كما قلت: كانوا عباداً لله، ولكن تحولت عبادة الصحابة وسهرهم مع كتاب الله عز وجل وذكر الله، والبكاء، تحولت في هذا الزمن عند بعض شباب المسلمين إلى الجلوس في المقاهي اللاهية اللاغية، وفي السهرات الحمراء، والسيجارة، ومع الكأس، ومع المخدرات، والمعصية والعياذ بالله! أظلمت الدنيا من كثرة المعصية، وقست القلوب من الفاحشة، وانقطع القطر من السماء من ظلم بني آدم، وفي الصحيح أن الله عز وجل يقول: {يسبني ابن آدم ويشتمني وما ينبغي له ذلك، أما سبه إياي فيسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار كيف أشاء} يقول بعض العلماء في معناها: لا تنقموا على الدهر وانقموا من أنفسكم {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء:٧٩].

وإن من عقوبات هذه المعاصي والخطايا والذنوب: ما شاهده بعض الناس في قلوبهم يوم سلبت منها الطمأنينة والراحة، عاشوا كل شيء لكن ما وجدوا الإيمان، وملكوا كل شيء لكن ما وجدوا راحة الضمير والسعادة التي ينشدها الكافر اليوم، والتي يدخل الكفار في دين الله أفواجاً لما رأوا طعم السعادة، برفسورٌ في علم الهندسة، هندسة في تسيير الذرة، والضياء، والضوء، والأشعة، وفي الأخير ما وجد السعادة ولا الشهرة العالمية، فأصبح يقول: لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله، وكثيرٌ منهم اليوم يقول: ظلمتمونا يا مسلمون! كان عندكم كنز الهداية والإيمان وما قدمتموه للبشرية، وقد قدمنا لكم ملاذ البشرية؛ هم قدموا لنا الميكرفون، والطائرة، والسيارة، والثلاجة، والبرادة، والمكيف، ولكن الإيمان الذي عندنا ما قدمناه، بل نحن نقول: إننا مفتقرون اليوم إلى الإيمان، ونعيش في بعد عنه.

كثيرٌ من البيوت اليوم ما قامت على منهج لا إله إلا الله، وتجد فيها غناء، وتبرج، وجهلٌ بالسنة، وتخلفٌ عن الصلاة، وأكل ربا، وغيبة، وشهادة الزور، فمتى تصدق؟! {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:٦].

<<  <  ج:
ص:  >  >>