ومن الظواهر التي وجدت في المجتمع إحجام كثير من النساء عن الزواج الشرعي بكلمة الواحد الأحد، وهذا الزواج هو مستقبل المرأة مع تقوى الله عز وجل، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:{مسكينة مسكينة مسكينة! قالوا: من يا رسول الله؟ قال: امرأة لا زوج لها، ومسكين مسكين مسكين رجل لا زوجة له} وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً}[الرعد:٣٨].
وإحجام المرأة يوجد له أسباب:
إما والعياذ بالله أن هناك فسقاً وفجوراً فصدها فجورها أو فسقها عن الزواج الشرعي.
ومنها حجج ساقطة كإكمال الدراسة، أو لأجل الوظيفة ومنها أمور أخرى، وهذه مأساة، فإن الوظيفة لا تعطل الزواج ولا تعطل حياة البيت؛ إذا كانت وظيفة طيبة شرعية؛ وكذلك مواصلة الدراسة، وهذه الحجة والذريعة أفسدت كثيراً، وعطلت الكثير من المصالح، وعطلت كثيراً من الطرق، وسدت كثيراً من النوافذ.
ووجد في المسلمات من لا تريد الزواج من رجل ما، إما بذريعة الفقر أو بذريعة عدم الوظيفة أو بأمر آخر، وهذه مأساة، يقول صلى الله عليه وسلم:{إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} إن الإيمان هو المطلوب، وإن الفاجر مغضوب عليه، -والله- لو تقدم بقصور الدنيا، وملايينها، ووالله لو أتى بسيارات الدنيا وهو فاجر لا يزيده فجوره وماله إلا لعنة وغضباً من الواحد الأحد، وقد رأينا من أخواتنا المسلمات من حددت الزواج بصاحب المال ولم تنظر إلى دينه، وإنما نظرت إلى منصبه، أو جاهه أو منزلته في الناس، أو شهرته فتقدمت إليه وأغفلت جانب الإيمان، فحول حياتها من جنة إلى سعير، ومن سعادة إلى شقاوة، ومن نعمة إلى لعنة والعياذ بالله.
أتعسها في دار الدنيا وفي دار الآخرة، حتى أنني سمعت من أخواتي المسلمات عن طريق الهاتف وبعض الكتابات والأسئلة أنها تعيش في جحيم، فزوجها لا يصلي، وهذه زوجها يتناول المخدرات، وهذه زوجها يعاقر الخمر، وتلك يضربها صباح مساء، يمنعها من الصلاة ويعطلها عن زيارة والديها، يدخل عليها الفاحشة والعياذ بالله، صور عجيبة، لماذا؟ هي التي باعت نفسها، وهي التي رضيت بالفاجر، وهي التي دخلت هذا البيت الآثم المظلم، والبيت النير هو بيت (لا إله إلا الله) هو البيت الذي يعبد فيه الواحد الأحد، هو بيت الحجاب والشريط الإسلامي.