للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[مقارنة بين عشق الطغاة وعشق الأولياء]

جمال وسيد:

سجن جمال سيداً ليقول له: يا سيدي! فقال له: لا.

السيد هو الله.

فذبحه؛ فأحيا الله بقتله فكره، ورفع بذبحه ذكره، ومات جمال بقتله ميتة البغال، فتعوذ الناس من ذكره في المحافل لأن سيداً من فصيلة: {أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ} [المجادلة:٢٢] وذاك من فصيلة: {أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ} [المجادلة:١٩].

قضوا وألسنة الأجيال تلعنهم وأتبعوا في اللحود السود تبكيتا

أسماؤهم في رؤى التاريخ مظلمة كم مجرم كان في الإفساد خريتا

أصبع محمد عليه الصلاة والسلام:

جرحت أصبع رسولنا صلى الله عليه وسلم فسال الدم الطاهر فقال:

إن أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت

لأن من قرب روحه للرحمن لا ييأس على أصبعه، ومن انتظر أن يسيل دم ظهره لا يبكي على دم ظفره.

حرام بن ملحان:

روى البخاري أن حرام بن ملحان طعن بالرمح من قفاه -وهو أحد الصحابة- فأخذ دم صدره ورش القاتل وهو يقول: فزت ورب الكعبة.

شهد له دمه أنه محب وأقام دليل المحبة، فسلوا رمح القاتل! فالبينة على المدعي واليمين على من أنكر.

يأتي حرام بن ملحان يوم القيامة وكلمه يُدمى، الريح ريح المسك واللون لون الدم.

تفوح أرواح نجد من ثيابهم عند القدوم لقرب العهد بالدار

الشيح والكاذي والريحان قد عبقت يا موقد النار أطفئ شعلة النار

المهدي: دخل المهدي خليفة بني العباس المسجد والعلماء جلوس، فلما رأوه قاموا وقعد ابن أبي ذئب المحدث؛ لأن الذئاب لا تقوم للثعالب، فقال له: لِمَ لَمْ تقم لي؟ فقال: كدت أفعل فذكرت يوم أن يقوم الناس لرب العالمين فتركت القيام لذلك اليوم.

قال الخليفة: اجلس فقد أقمت شعر رأسي، فقامت الدنيا لـ ابن أبي ذئب لأنه ما قام، والقيام مع القدرة، ولا قدرة لمن يدخر قيامه لمولاه.

سعيد الحلبي: مد سعيد الحلبي: رجله في المسجد فدخل السلطان عليه فما رد رجله، فأعطاه مالاً، فقال سعيد: إن الذي يمد رجله لا يمد يده، ولو مد سعيد يده لقطع السلطان رأسه.

أنا لا أرغب تقبيل يد قطعها أحسن من تلك القبل

إن جزتني عن صنيعي في رقها أولى فيكفيني الخجل

الكافر يولد مرة ويموت مرتين، والمؤمن يولد مرتين ويموت مرة.

الكافر جثماني بليد، والمؤمن روحاني مجيد.

الهدهد وفرعون:

الهدهد أذكى من فرعون؛ لأن الهدهد أنكر على بلقيس سجودها للشمس، وفرعون قال: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص:٣٨].

رزق الهدهد يخبئه في الأرض، فلما عرّف الهدهد ربه، قال: {الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النمل:٢٥].

أحب الهدهد رب العالمين فأتى سليمان من سبأ بنبأ يقين، وفرعون مهين دس أنفه في الطين، وكفر برب العالمين.

الهدهد آمن في الرخاء فنفعه إيمانه في الشدة، وفرعون كفر في الرخاء فما نفعه إيمانه في الشدة، بل قيل له: يا فتان آلآن؟ فات الأوان.

قد مضى الركب وخلفت لوحدك فابك ما شئت ولا تأنس برشدك

عبد الدينار يرد النار، كلما كثرت دراهمه دار همه.

إمامه قارون، خرج في زينته فدفن في طينته، صاح متكبراً! إنما أوتيته على علم عندي، قيل له: عندك أو عندنا؟

هيا إلى الدور الأرضي وخذ دارك معك: {فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ} [القصص:٨١].

دراهم أبي بكر الصديق ختمت بـ: {يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} [الليل:١٨] ودراهم أمية بن خلف عليها: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة:١].

أعطي أبو بكر حلة: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى} [الليل:١٧] وألبس أمية قميص: {فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال:٣٦].

لشتان ما بين اليزيدين في الندى يزيد بن عمرو والأغر بن حاتم

فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله وهم الفتى القيسي جمع الدراهم

فلا يحسب التمتام أني هجوته ولكنني فضلت أهل المكارم

<<  <  ج:
ص:  >  >>