[رفقاء السوء]
فرفيق السوء من شياطين الإنس ولذا قال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:٦٧] فهو الرفيق الذي يأتيك وأنت مهتدٍ ومتجه إلى الله عز وجل تريد الاستقامة والاهتداء، فلا يتركك حتى تترك الصلاة، وتلحد في دين الله، أو حتى ترتكب الكبائر.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: {المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل}.
ولذلك يُنْصَح هذا الجيل الطاهر الطيب العامر من أمثالكم أن يتقي الله عز وجل في من يجالس، أو يصاحب، أو من يسافر معه، أو يلعب معه، أو يرحل معه، أو من يزوره، أو يستزيره، أن يحذر كل الحذر من هؤلاء؛ فإن في الساحة أناساً يتجلببون بجلباب شياطين الإنس، وهم يشكلون خطراً على هذا الجيل الذي يتجه إلى الله، وإلى جنة عرضها السماوات والأرض.
فنحذر هذا الجيل من هؤلاء أن يحرفوه عن منهج الله.
يكمن في ذلك رفقاء السوء الآتي ذكرهم:
فمن رفقاء السوء: من يقدم لك السيجارة.
ومن رفقاء السوء: من يقدم لك المجلة الخليعة بديلاً عن القرآن.
ومن رفقاء السوء: من يقدم لك المقهى بديلاً عن المسجد.
ومن رفقاء السوء: من يقدم لك شريط الغناء بديلاً عن الشريط الإسلامي.
وعجبتُ وأنا أرى بشرى تُبَثُّ في البلد، بشرى افتتاح تسجيلات غنائية، مُدَّتْ بآلاف الريالات، لتهدم الجيل والبيوت، فتذكرت قول الله في من ينفق أمواله في هذه: {فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال:٣٦] فهذا من رفقاء السوء.
ومن رفقاء السوء: من يأتيك وأنت تريد أن تحفظ وقتك، فيضيع عليك وقتك بالغيبة، والنميمة، والوقيعة في أعراض الناس، وتحبيب الفواحش لك.
ومن رفقاء السوء: من يدغدغ مشاعرك الغريزية، ويذكرك بالجنس المحرم، ويقدم لك وسائل الإغراء حتى تقع في الفاحشة.
ومن رفقاء السوء: من يحبب لك السفر إلى الخارج؛ لتنسى الله عز وجل وتنسى موعوده، وتترك أهلك ودعاة الإسلام وأهل العلم؛ لتبتعد هناك، ولكن لا تبتعد عن عين الله عز وجل.
ومن رفقاء السوء: من يصدك عن مجالسة أهل العلم والدعوة والخير، ويحذرك من العلماء والدعاة، ويصفهم بالتزمُّت، والتطرف، والتشدد، وأنهم مصدر خطر على الأمة، وأن على الأمة أن تحذرهم، وأنهم يفهمون الدين بالمقلوب، كما قال بعض المرتزقة فيما كتب، قال: هؤلاء يفهمون الدين بالمقلوب! فكيف بفهمه هو؟! {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً} [الكهف:٥].
ومن رفقاء السوء: من يحذرك من مصاحبة أهل الخير في المراكز الإسلامية، والمخيمات النافعة، والجلسات المفيدة، بحجة أنهم سوف يشددون عليك، أو يحرجونك، أو يوصلونك إلى طرق مغلقة, أو نحو ذلك.