{المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يسلمه، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه}.
وفد رجل على جعفر الصادق - فقال له: يا إمام! فلان بن فلان قال كيت وكيت (أي يغتابك).
فغضب جعفر الصادق غضباً عجيباً واحمر وجه وقال: تعال واجلس؛ فجلس، ثم قال له: أجاهدت الروم؟
قال: لا.
قال: أجاهدت فارس؟
قال: لا.
قال: أغزوت في سبيل الله؟
قال: لا.
قال: أفيسلم منك فارس والروم ويسلم منك الكفار، ولا تسلم منك أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟!
إنه أمر عجيب!
كانوا عند محمد بن واسع فقام أحدهم يقع في عرض أخيه؛ فقال له محمد بن واسع: اتق الله.
قال: هو فعل ذلك.
قال: أنا لا أقول لك: إنه فعل أو لم يفعل، ألا تذكر القطن إذا وضع على عينيك وأنت في القبر؟
إن ذِكْرَه القبر وذكر الانقعار في تلك الحفرة فاتَ كثيراً منا، فأصبحنا نقع بلا روية، ووزعنا ديننا وحسناتنا على الناس فسبحان الله! متى يكون اللسان مسلماً إذا لم يكن القلب مسلماً؟
ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في آخر الحديث:{التقوى هاهنا} فلا تنبعث كلمة، ولا يصدر منهج، ولا يوضع أسلوب، إلا لاعتقاد وارد في القلوب.