لا تنكروا ضربي له من دونه مثلاً شروداً في الندى والباسِ
فالله قد ضرب الأقل لنوره مثلاً من المشكاة في النبراس
وهذه الأبيات لـ أبي تمام يمدح فيها المعتصم القائد المجاهد الكبير.
هذا المعتصم كان يمد ذراعه ويقول:"أتحدى من يضرب بالسكين في الذراع" فيشد أعصابه، فتضرب السكين فكأنها تضرب في إطار سيارة، أخذ سيخا وكتب اسمه المعتصم بالسيخ، وذكر عنه المؤرخون أنه، ربط أرجله في الأرض وقفز فاقتلع الرباط، واقتلع الخيوط، وكسر ظهر البغلة.
كان عنده أربع زوجات، ومائة وخمسون جارية، وتشكو زوجاته منه عند القضاة، هذا موجود، هذا الرجل الذي هاجم عمورية دمرها عن بكرة أبيها وجعلها حيص بيص، يقول:
رمى بك الله جنبيها فحطمها ولو رمى بك غير الله لم يصبِ
تدبير معتصم بالله منتقم لله مرتقب في الله مرتغب
هذه من القصيدة التي يقول:
السيف أصدق إنباءً من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب
والسبب أن امرأة قالت: وامعتصماه! ضُربت فانتفض هو بتسعين ألفاً، ودمر الروم، وجعلها أثراً بعد عين، وشكر الله سعيه، كان قائداً عسكرياً لا يعرف شيئاً من العلوم؛ ولذلك ابتدأ هو على سجن الإمام أحمد، وأعان على جلد الإمام أحمد، لا يعرف شيئاً غفر الله له! ورفع الله منزلة الإمام أحمد، جُلد الإمام أحمد حتى سال دمه.
ويقول الإمام أحمد:"والله ما خرجت من القصر حتى دعوت الله أن يغفر له" لأنه مغرر مسكين، قائد عسكري ما أخذها بعلم.